حمل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ض) المجمل على المفسر من القرآن.. ما خفي مراده بحيث لا يدرك إلا ببيان يرجى. ما ظهر المراد منه دون الحاجة إلى بيان

المجمل هو ما خفي مراده بحيث لا يدرك إلا ببيان يرجى([1])، والمفسر: هو ما ظهر المراد منه دون الحاجة إلى بيان([2]), وقد حمل مجمل القرآن في قوله تعالى: +هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ" [المائدة:95] على مفسره في مواضع أخرى، حيث ورد أنه سأل رجل عليا عن الهدى مما هو؟ فقال: من الثمانية أزواج، فكأن الرجل شك، فقال له علي: أتقرأ القرآن؟ قال: نعم، قال: فهل سمعت قول الله تعالى: +يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأنْعَامِ" [المائدة:1].قال: نعم، قال: فهل سمعته يقول: +وَمِنَ الأنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ" [الحج:34] قال: فسمعت الله يقول: + مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آَلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ  `وَمِنَ الإِبْلِ اثْنَيْنِ " [الأنعام: 143، 144]. قال: نعم، فهل سمعت الله يقول: + يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ" إلى قوله تعالى: +هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ" [المائدة:95]. فقال: الرجل: نعم، قال: فقتلت ظبيًا فماذا علىَّ؟ قال: هديًا بالغ الكعبة([3]).

([1]) مرآة الأصول في شرح مرقاة الوصول: ص(197).
([2]) المصدر نفسه: ص(191).
([3]) الدار المنثور (3/13).
أحدث أقدم

نموذج الاتصال