مميزات القضاء زمن الأمويين.. عدم التأثر بالسياسة. تعيين القضاة وعزلهم تأثرا بتعاقب الخلفاء وتبدل الولاة. تسجيل الأحكام التي يصدرها القاضي في سجلات خاصة

القضاء زمن الأمويين:
هذا القضاء كان استمرار أيضا للقضاء في العصر الراشدي ولكن اختلف عنه بأن القاضي كان يعتمد في قضائه بالإضافة إلى القرآن الكريم والسنة الاجتهاد حيث لم يكن في هذا العصر مذاهب فقهية ولم يتأثر القضاء بالسياسة.

أما الصفات التي كان يجب أن تتوفر في القاضي لانتخابه في هذا المنصب فكان العلم بامور الدين النزاهه الاقتداء بالائمه ومشاركة أهل الرأي والعلم.

من هنا نلاحظ انه كلما ابتعدنا عن عصر الرسول والعصر الراشدي ازدادت الحاجة في الدولة الأموية إلى الاجتهاد في أمور الدين لاستنباط الاحكام الشرعية.
وما يميز القضاء في تلك الفترة:

1- اهتم خلفاء بني امية بالقضاء لكنهم امتنعوا عن مباشرته بانفسهم بل قلدوه للمقربين لهم بالنسب أو الولاة وذلك لانشغالهم بالجهاد والفتح وحماية الحدود.

وكان معاوية أول من عهد بالقضاء، فعين فضالة بن عبيد الأنصاري، ولما مات عين مكانه ابا ادريس الخولاني.

2- لم تقتصر اختصاصات القاضي على النظر في الأحكام والفصل في الخصومات بل امتدت في النظر في الاوقاف والوصاية على الايتام.

3- كما حافظ القضاء في هذا العصر كالعصر الراشدي على عدم التأثر بالسياسة اذ كان القضاه مستقلين في احكامهم لا يتأثرون بميول الدولة الحاكمة فكانت كلمتهم نافذه على الولاة وعمال الخراج.

4- ولم يكن تعيين القضاة وعزلهم متأثرا بتعاقب الخلفاء وتبدل الولاة او تغير الدول، فكان اغلب قضاة الدولة الامويه مضرب المثل في النزاهة والتجرد عن الميول الشخصي أو التاثير بذوي الجاه والسلطان.

وكانوا أيضا مطلقي التصرف وكلمتهم لها تاثير ومفعول على الولاه والمظفين في اجهزة الدولة.

5- وقد شهد هذا العصر تطور من حيث تسجيل الأحكام التي يصدرها القاضي في سجلات خاصة، كانت تحفظ  في بادئ الامر عند القاضي في منزله ثم صارت تحفظ فيما بعد في المسجد، وذلك حرصا على عدم حدوث تلاعب في الأحكام.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال