بنو هود في سرقسطة.. غزو النورمانديين مدينة بربشتر. دفع المقتدر الجزية لملوك قشتالة مستعينا بالسيد القنبيطور للاستيلاء على بلنسية

بنو هود:
هم أصحاب سرقسطة أو الثغر الأعلى. توالوا عليها بعد أن زالت دولة التجيبيين التي لجأ إليها الشاعر ابن دراج؛ وأول بني هود سليمان الذي كان في حرب مع المأمون بن ذي النون، ولجأ كل منهما إلى ملك من ملوك الإسبان يستعين به في هذا الخلاف.

ولما مات ابن هود ترك خمسة أولاد ذكور وراءه، كان قد قسم عليهم في حياته ملكه الذي كان في حكمه؛ فولى أحمد بن سليمان مدينة سرقسطة بعد أبيه، وولى يوسف مدينة لاردة، وولى محمد قلعة أيوب، وولى المنذر بن سليمان مدينة طليطلة، وولى لبّا ابنه مدينة وشقة وكانت تحت حكم أخيه.

واستبد هؤلاء الأخوة كلهم بأعمالهم بعد أبيهم وداعيا كل واحد منهم إلى حوزته، فلم يزل أحمد بن سليمان يحتال على أخوته، استطاع أن يخرج بعضهم من مواضعهم وسجنهم وكحل بالنار بعضهم، غير أن صاحب مدينة لاردة يوسف حمى حوزته منه.

ولما رأى أهل الثغرة ما صنعه أحمد بن سليمان بأخوته كرهوه، جراء ذلك خلعوا طاعته وصيروا أمرهم إلى أخيه يوسف وقاموا بدعوته ولم يبق لأحمد إلا سرقسطة.

وقد قامت بين أحمد وبين حسام الدولة منازعات طويلة.
وفي عهده غزا النورمانديون مدينة بربشتر (456/1063) فتقاعس أحمد عن إنجادها لأنها كانت من أملاك أخيه ثم رجع إلى ضميره وأعانه على استردادها.

وكان المقتدر يدفع الجزية لملوك قشتالة مستعينا بالسيد القنبيطور ومن معه من جنود مرتزقة وكذلك استولى على دانية (468/1075).

وتجددت الفتنة بين خلفائه فعاد كل من المؤتمن وأخيه المنذر يستعين بالأجانب، وكان المؤتمن يعتمد على جهود السيد القنبيطور الذي كان العقل المدبر لدى المؤتمن، وبجهوده تم الاستيلاء على بلنسية.

وقد اتخذه المؤتمن أداة يصد بها زحف المرابطين حتى وجد أن شانسو الأرجواني يهدد مملكة سرقسطة، فلجأ إلى حماية المرابطين إلى أن قتل (503/1109)، وتسلم المرابطون المدينة بدعوة من أهلها (497/1103).
أحدث أقدم

نموذج الاتصال