خصائص السرد.. الأسلوب الذي ينوب فيه الراوي عن الأديب وعن الشخصيات في وصف المكان أو تصوير أركان الحدث أو مكونات الشخصيات أو طبيعة الزمان الروائي أو القصصي

السرد Narration مصطلح يقصد به ذلك الأسلوب الذي ينوب فيه الراوي عن الأديب، وعن الشخصيات في وصف المكان أو تصوير أركان الحدث، أو مكونات الشخصيات الداخلية والخارجية أو طبيعة الزمان الروائي أو القصصي.

وهو يستمد مادته من خارج الشخصيات حيناً، ومن داخلها حيناً آخر معبراً عما يدور داخلها من صراعات فردية أو ضد الآخرين.
وهو ليس صنبوراً مفتوحاً يتدفق بلا انقطاع أو بسبب وبدون سبب.

الوصف لا يصاغ لمجرد الوصف، ولا نمضى فيه على السجية، أو تمتعاً بلذة البيان، ولكن الوصف هو الخادم الأول للنص القصصي.. هو مثل الجرسون في المقهى، أو الأم في البيت.. هو الذي يتحرك هنا وهناك يلبى كافة الرغبات التى يتوجه أصحابها نحو عمل واحد.

ومن طبيعة السرد السير في مسار أفقي تتحرك فيه الشخصيات والأحداث حركة أفقية في الأحوال الطبيعية، لكنها قد تغير حركتها وتأخذ شكلاً رأسياً يتولد عنه تعقيد السرد وظهور ما يعرف بالسرد المركب حيث يتحرك السرد في مساره الأفقي المألوف، ثم يتوقف فجأة في منطقة بعينها ليفسح المجال لسرد إضافي مؤقت حيث يعود بعدها السرد إلى مساره الأول.. وهذا النمط البنائي قد يهدد مسار السرد ؛لأنه يدفعه إلى المسار العشوائي، نتيجة لتداخل الأصوات، وبالتالي تداخل الشخوص، ثم تداخل الأحداث ذاتها،وهذا التداخل قد يهدد النصية - أحيانا - بالعطل المؤقت أو البتر الفوري.

ولحساسية السرد مركباً وعادياً، لابد أن يكون الكاتب يقظ الحساسية وهو يقدمه باللغة؛ لأن الزمام اللغوي قد يفلت منه فيعبر عن نفسه وليس عن شخصياته، وأن يكون محملاً بميراث سردي طويل، وبارعاً في تحريك مكونات النص، واستغلال كل الطاقات لخدمة الفكرة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال