أسباب قلة الروايات عن على بن أبى طالب (ض).. انشغاله بالقضاء والإمارة والحروب. ظهور أهل الأهواء والبدع. كثرة الفتن في زمانه وانشغال بعض الناس بها

كان أمير المؤمنين على رضي الله عنه أعلم الصحابة بالسنة في عهده، إذ روى أنه ذكر على عند عائشة، فقالت: أما أنه أعلم من بقي في السنة ([1])، ومع ذلك فقد روى عن النبي (ص) خمسمائة وستة ثمانين حديثًا([2])، وهو أقل مما رواه بعض الصحابة عن النبي (ص) لأسباب منها.
1- انشغاله بالقضاء والإمارة والحروب التي جعلته لا يتفرغ للفتيا وعقد حلقات الدروس التي كانت سببًا في انتشار عمل بعض الصحابة، كعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس.
2- ظهور أهل الأهواء والبدع من الذين أفرطوا فيه والذين فرطوا به كان سببًا في كثرة الكذب عليه، لذلك بذل العلماء جهدهم في معرفة صحة الطرق الموصلة إليه.
3- كثرة الفتن في زمانه وانشغال بعض الناس بها حال دون ثقته رضي الله عنه بمن يضع فيه علمه، إذا رُوى عنه أنه قال: إن هاهنا علمًا لو أصبت له حملة([3]).

([1]) الطبقات (2/338).
([2]) تاريخ الخلفاء ص171.
([3]) فقه الإمام على (1/3) نقلا عن أعلام الموقعين.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال