مدرسة الشعر الجديد في الإمارات:
مقدمة:
شهد المشهد الشعري الإماراتي في العقود الأخيرة تحولات جوهرية، أفرزت عنها مدرسة شعرية جديدة، تتميز بخصائص وأسماء بارزة شكلت ملامحها الفنية والأيديولوجية. هذه المدرسة التي حملت على عاتقها مهمة التعبير عن هموم وهواجس المجتمع الإماراتي المعاصر، سعت إلى تجديد الخطاب الشعري وتطويعه للتعبير عن تجربة الإنسان الإماراتي المتشابكة مع تجربة الإنسان العربي والعالمي.
أبرز الشعراء والمذاهب الشعرية:
يمكن تقسيم شعراء هذه المدرسة إلى عدة اتجاهات، ولكل اتجاه خصائصه المميزة:
- شعراء التفعيلة: شكل هؤلاء الشعراء العمود الفقري للمدرسة، حيث اعتمدوا على نظام التفعيلة في بناء قصائدهم، مستلهمين بذلك تجارب الشعراء العرب المعاصرين. ومن أبرزهم: عبد الله صقر راشد، حبيب الصايغ، جعفر الجمري، ابراهيم الهاشمي، ناصر النعيمي، ظاعن شاهين، ظبية خميس، وسارة حارب.
- المزاوجة بين التفعيلة والعمودي: سعى بعض الشعراء إلى دمج تقنيات الشعر العمودي مع إيقاعات الشعر الحر، مما أضفى على قصائدهم طابعاً خاصاً. ومن أبرز من ساروا على هذا النهج: عارف الخاجة، سلطان خليفة الحبتور، وشهاب غانم.
- شعراء قصيدة النثر: شكلت قصيدة النثر حاضنة لمجموعة من الشعراء الذين سعوا إلى التعبير عن تجاربهم الذاتية بأسلوب سلس بعيد عن قيود الأوزان والقوافي التقليدية. ومن أبرزهم: ثاني السويدي، مؤيد الشيباني، أحمد راشد ثاني، وميسون صقر القاسمي.
خصائص المدرسة الشعرية الجديدة:
تمتاز هذه المدرسة بعدة خصائص تميزها عن المدارس الشعرية السابقة:
- الهم الإنساني والاجتماعي: سعى شعراء هذه المدرسة إلى إسقاط همومهم الشخصية والاجتماعية في شعرهم، متناولين قضايا الوطن والمجتمع والإنسان بعمق.
- اللغة السلسة والعامية: اتجهت لغة الشعر عند هؤلاء الشعراء نحو اليسر والسهولة، واقتربت من لغة العامية، مما جعل شعرهم أكثر قرباً من القارئ العادي.
- الرمزية والإيحاء: استخدم الشعراء الرموز المستمدة من البيئة المحلية، مثل النخلة والجمل، للتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بشكل إيحائي.
- التشاؤم والغربة النفسية: انعكس التوتر الذي يعيشه الإنسان المعاصر على شعر هؤلاء الشعراء، حيث مال بعضهم إلى التشاؤم والتعبير عن شعورهم بالغربة النفسية والحضارية.
- الصدق الشعوري: تميزت قصيدة هؤلاء الشعراء بالصدق الشعوري، حيث عبر الشعراء عن تجاربهم الذاتية بصدق وشفافية.
المحاور الإبداعية:
تعددت المحاور الإبداعية التي تناولها شعراء هذه المدرسة، ومن أبرزها:
- المحور القومي: تناول العديد من الشعراء القضايا القومية العربية، مع التركيز على الهوية الوطنية الإماراتية. ومن أبرز الشعراء الذين تناولوا هذا المحور: عارف الخاجة وناصر النعيمي.
- المحور الإنساني والوجداني: شكل هذا المحور حاضنة للعديد من الشعراء الذين عبروا عن مشاعرهم الإنسانية الصادقة، مثل الحب والخسارة والأمل. ومن أبرزهم: حبيب الصايغ، خالد الراشد، وسلطان خليفة الحبتور.
خاتمة:
تمثل المدرسة الشعرية الجديدة في الإمارات مرحلة مهمة في تاريخ الشعر الإماراتي، حيث سعت إلى تجديد الخطاب الشعري والتعبير عن هموم وهواجس المجتمع الإماراتي المعاصر. وقد استطاعت هذه المدرسة أن تثري الساحة الشعرية الإماراتية بأعمال شعرية متميزة، شكلت إضافة نوعية للمكتبة الشعرية العربية.
التسميات
فنون لسانية