التواتر الزمني المفرد: سرد واحد، تأثيرات متعددة
يشير مفهوم "التواتر الزمني المفرد" في السرد الروائي إلى أن السارد يروي الأحداث مرة واحدة فقط، دون تكرار أو رجوع إلى الوراء. وعلى الرغم من بساطته الظاهرية، إلا أن لهذا النوع من التواتر تأثيرات عميقة على بناء الرواية وتأثيرها على القارئ.
خصائص التواتر الزمني المفرد:
- السرد الخطي: يسير السرد بشكل خطي من البداية إلى النهاية، دون انقطاع أو تداخل بين الأزمنة.
- الوضوح والبساطة: يسهل هذا النوع من التواتر على القارئ متابعة الأحداث وفهم تسلسلها.
- التشويق المتصاعد: يمكن للكاتب أن يبني حالة من التشويق والتوقع من خلال الكشف عن الأحداث تدريجيًا.
- التركيز على الحاضر: يركز السرد على اللحظة الحاضرة، مما يعزز الشعور بالواقعية.
أهمية التواتر الزمني المفرد:
- التحكم في الإيقاع: يمكن للكاتب التحكم في إيقاع السرد من خلال تسريع أو إبطاء الأحداث.
- بناء الشخصية: يساهم التواتر المفرد في بناء شخصية متماسكة ومتسلسلة.
- التعبير عن الرؤية الفنية: يعكس هذا النوع من التواتر رؤية الكاتب الفنية للعالم والأحداث.
التواتر المفرد في تيار الوعي:
كما أشار الدكتور مراد عبد الرحمن، فإن التواتر الزمني المفرد شائع بشكل خاص في قصص تيار الوعي. وذلك لأن هذا النوع من السرد يهدف إلى نقل تجربة الشخصية الداخلية بشكل مباشر، دون تدخل من السارد، مما يتطلب سردًا خطيًا ومنطقيًا لتتبع تطور الأحداث في ذهن الشخصية.
أمثلة على استخدام التواتر المفرد:
- الرواية البوليسية: حيث يتم تقديم الأحداث بشكل خطي لزيادة التشويق وحل اللغز في النهاية.
- الرواية التاريخية: يمكن استخدام التواتر المفرد لرواية الأحداث التاريخية بشكل تسلسلي.
- الرواية الواقعية: يلائم هذا النوع من التواتر الروايات التي تسعى إلى تصوير الواقع بشكل موضوعي.
مقارنة بالتواتر الزمني المتعدد:
على عكس التواتر المفرد، يتضمن التواتر المتعدد استخدام الفلاش باك والفلاش فوروارد، مما يخلق بنية سردية أكثر تعقيدًا. يمكن للكاتب أن يجمع بين النوعين من التواتر لتحقيق تأثيرات سردية متنوعة.
خاتمة:
يعتبر التواتر الزمني المفرد أحد أهم الأدوات التي يستخدمها الروائي لبناء قصته. وعلى الرغم من بساطته الظاهرية، إلا أنه يوفر للكاتب العديد من الإمكانيات الإبداعية، ويمكن استخدامه لخلق تجارب قرائية متنوعة.
التسميات
نثر عربي حديث