الوزارة في العصر العباسي الثاني:
تتناسب سلطة الوزير في في العصر العباسي الثاني تناسبا عكسيا مع نفوذ العسكريين.
فكلما زادت سيطرة القادة العسكريين واتسع نفوذهم في الإدارة كلما نقصت سلطة الوزير وتقلص نفوذهم.
كما ارتبطت سلطة الوزير بمدى قوة وضعف الخليفة.
أسباب ضعف الوزارة:
- مما زاد ضعف الوزارة في العصر ظهور وظيفة أمير الأمراء التي استحدثها الخليفة الراضي إذ عين أميرا في منصب جديد وفوض إليه تدبير المملكة وبذلك علت مكانته على حساب مكانة ومرتبة الوزير.
- كانت سنة 946 أهم سنة في تاريخ الوزارة، ففي هذا الوقت دخل بنو بويه بغداد وتحكم أمراؤهم بالسلطة وصاروا يعينون الوزراء وغيرهم من العمال، فصارت الوزارة من جهتهم والأعمال إليهم. وقد أحدث البويهيون تعديلا في نظام الوزارة فاتخذ احد أمرائهم وزيرين في أن واحد. مما يدل على سقوط هيبة الوزارة في عهدهم هو ضربهم لوزرائهم.
السياسات المتحكمة في الوزارة:
وقد عانت الوزارة من سياسيتين:أ)- التضمينات:
بسبب عجز خزينة الدولة اضطر معه الوزراء إلى تعين شخص ما في منصب أو إقليم على أن يضمن للخزينة مبلغ من المال.
وبمرور الزمن أصبحت التضمينات تستغل للحصول على المناصب الحكومية ووصل الأمر إلى أن كان هنالك أشخاصا عرضوا أموالهم مقابل شراء منصب الوزير.
ب)- المصادرات:
أي الاستيلاء على أموال الوزراء وكتابهم بعد إقصاء الوزير عن منصبه، حتى أن الوزير كان يفهم تسلمه لمنصب انه ستصادر أمواله عند عزله عن منصبه.
ويعود سبب هذه السياسة إلى:
- فراغ بيت المال لعدم تدفق الواردات من الولايات.
- الحاجة إلى إخماد الثورات.
- أو حتى بهدف الانتقام الشخصي من الوزراء.
- لإسراف الطبقة العسكرية والبلاط.
ضعف الوزارة:
ظلت سلطة ونفوذ الوزير على ما هي من الضعف حتى زمن السلاجقة حين ظهرت وظيفة السلطان التي حازها طغرل بيك السلجوقي التي قضت على ما للوزارة من نفوذ متبق.
تلخيص العوامل التي أثرت على الوزير في هذا العصر:
- مدى ارتباط الوزير بالمحاور والتكتلات في الدولة.
- قوة الخليفة وضعفه.
- نوعية العلاقة بينه وبين الحاشية والحريم في البلاط.
- الأزمات المالية والإدارية التي كان عليه أن يواجهها في فترة استوزاره.
- موقف قادة الجيش من الوزير.
- الاضطرابات والفتن السياسية التي شهدها عهده وطبيعة معالجته لها.
التسميات
خلافة إسلامية