تصميم كيماويات تتميز بالكفاءة الوظيفية العالية وبأقل قدر من السمية.. العلاقة بين التركيب الكيميائي والتأثير البيولوجي وبين التركيب الجزيئي والخواص الكيميائية

- ما معنى تصميم كيماويات آمنة؟
يمكن تصميم كيماويات أكثر آمانا وذلك ببساطة يأتى من خلال معرفتنا بالتركيب الجزيئي للمادة ومن خلال تقدم آليات التحليل والقياس يمكن للكيميائى أن يتعرف على خواصها، فالمركبات الكيميائية متعددة ومتنوعة الاستخدام فمنها الصبغات والدهانات والمواد اللاصقة والعقاقير الطبية وغيرها ولها خواص مختلفة من حيث اللون والقابلية للشد والارتباط الشبكي أو النشاط ضد الأورام. وقد تمكن العلماء من معرفة الكثير عن العلاقة بين التركيب الكيميائي والتأثير البيولوجي فقد تكون المادة مسببة للسرطان أو تحدث طفرات وراثية أو خلل إنجابى أو تؤدى إلى إعاقة النمو.
إن الهدف من تصميم كيماويات آمنة هو تحقيق الاتزان بين أقصى كفاءة وظيفية وأقل سمية ممكنة، ولحسن الحظ أن هذه الأهداف سهلة المنال لأن الكيميائيين يتابعون بدأب شديد العلاقة بين التركيب الجزيئي والخواص الكيميائية.
- لماذا نتوقع حدوث ذلك حاليا؟
يرجع هذا التفاؤل فى تحضير كيماويات أكثر آمانا فى وقتنا الحاضر للتقدم الهائل فى فهمنا لطبيعة التسمم الكيمائي. فقد كانت فاعلية أداء المنتج الكيميائى تقاس بمدى تحقيقه للوظيفة التى صمم من أجلها . ولم يكن من السهل معرفة المرحلة التى يحدث عندها السمية بالنسبة للجيل السابق من الكيماويات ولكن الآن تم بالتفصيل فهم الآلية التى تمكن الكيميائيون من تعديل تركيب المادة لمنع أو تقليل حدوث التفاعلات الضارة. وبطبيعة الحال يجب ألا يؤثر التفاعل الجديد على وظيفة وأداء المنتج المطلوب. ويكون ذلك بفهم العلاقة بين التركيب والوظيفة (مثل العلاقة بين وجود مجموعات فعالة والتأثير السام) مما يسهل التحكم فى المجموعات المؤدية إلى تكوين المواد الضارة . ويجب أيضا تقليل القابلية الحيوية Bioavailability  فإذا كانت المادة المستخدمة ذات تأثير ضار لعضو معين من الجسم (المعدة أو الرئة أو الكبد) فلا يجب أن تصل هذه المادة إلى ذلك العضو وذلك من معرفة خواصه مثل القابلية للذوبان أو القطبية فيجعلوه صعب الامتصاص خلال الجدر الحيوية للخلايا فى هذا العضو الذى سيتأثر به وبذلك يكون هو العلاج الأمثل.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال