كانت اقتصاديات التصنيع الكيميائي في الماضي تهتم أساسا بتكلفة الخامات الأولية ونفقات التشغيل للحصول على أكبر قدر من المنتج دون الأخذ فى الاعتبار أي جوانب أخرى تتعلق بصحة الإنسان وسلامة البيئة.
ولكن ظهر فى العشرين عاما السابقة عامل جوهرى جديد - بعد تعدد الكوارث الصحية والبيئية - يضاف إلى اقتصاديات التصنيع ألا وهو تكلفة معالجة المخلفات والتخلص من النفايات السامة.
وكلما زادت خطورة هذه المخلفات كلما زادت تكلفة معالجتها وينطبق هذا على المصنع الكبير أو على المعمل الأكاديمى الصغير.
ولم يبال رجال الصناعات الكيميائية بمشكلة التخلص من النفايات أو معالجتها وكان منطقهم فى ذلك أن معرفتهم بالمواد الخطرة تمكنهم من التعامل معها وتفادى أخطارها.
وهو منطق غير واقعى يشبه القول بأن معرفة الطبيب لطرق العلاج لا تجعله يتفادى الأمراض. وغالبا ما تكلف هذه الأخطار ثمنا أكبر من تكلفة معالجتها.
والمعيار الذى تستخدم على أساسه مادة كيميائية بعينها هو نوعية المخلفات التى تنتج عنها ومدى ضررها.
ويتمثل العبء فى التعامل مع هذه المخلفات هو عدم إمكانية معالجتها بطريقة سليمة أو أنها تستلزم طاقة أو تكلفة عالية فى النفقات أو الوقت أو تحتاج إلى تقنية عالية لفصلها عن المنتج والتخلص منها أو تحويلها إلى صورة غير ضارة.
وبالرغم من أهمية هذه المعايير بالنسبة للمخلفات إلا أن التقييم الأهم يتركز فى تأثيرها على حياة الإنسان وسلامة البيئة.
والحقيقة المجردة أن العمليات التى تنتج عنها مخلفات تحتاج لفصل هذه المخلفات ثم معالجتها ثم التخلص منها. أما استخدام المواد الخطرة فيحتاج إلى تداول خاص ووسائل حماية واحتياطات دقيقة.
وبمعنى أشمل يجب تقييم نوع المواد المستخدمة وطريقة التصنيع على أساس نوعية المخلفات فى ضوء الاعتبارات السابقة.
إلا أنه من الممكن فى بعض الحالات ألا يكون الضرر كبيراً لدرجة تجعلنا نغير العملية تماما ولكننا لا يمكن أن ننكر وجود هذا الضرر ونقدر حدوده.
إن العديد من شركات المنتجات الكيميائية فى الدول المتقدمة تنفق على البحث العلمى لتطوير منتجاتها نفس القدر من النفقات على الصحة وسلامة البيئة وهو ما يواجه الادعاء بأن جميع نفقات هذه الشركات تذهب فقط لتحضير مواد خطيرة على البيئة.
ويختلف الوضع فى الجامعات ومعامل البحث الصغيرة التى تعانى من تكلفة التخلص من النفايات الناتجة من التفاعلات - مما يضع قيودا على الإبداع العلمى والحل الوحيد للحد من تكلفة التخلص من النفايات الخطرة فى هذه المعامل هو اتباع تقنيات الكيمياء الخضراء التي تقلل أو تحد من الإنفاق وتوفر آليات مناسبة للتحكم فى الأخطار المصاحبة للتفاعلات الكيميائية.
التسميات
إشعاع