يا بنت رسول الله ما أحد من الخلق أحب إلينا من أبيك، وما أحد من الخلق بعد أبيك أحب إلينا منك:
عن أسلم العدوي قال: لما بويع لأبي بكر بعد النبي (ص) كان علي والزبير بن العوام يدخلان على فاطمة فيشاورانها، فبلغ عمر، فدخل على فاطمة فقال: يا بنت رسول الله ما أحد من الخلق أحب إلينا من أبيك، وما أحد من الخلق بعد أبيك أحب إلينا منك، وكلمها، فدخل علي والزبير على فاطمة فقالت: انصرفا راشدين، فما رجعا إليها حتى بايعا([1]), وهذا هو الثابت الصحيح والذي مع صحة سنده ينسجم مع روح ذلك الجيل وتزكية الله له. وقد زاد الشيعة في هذه الرواية واختلفوا إفكا وبهتانًا وزورًا، وقالوا إن عمر قال: إذا اجتمع عندك هؤلاء النفر ان لأُحرقنَّ عليهم هذا البيت، لأنهم أرادوا شق عصا المسلمين بتأخرهم عن البيعة، ثم خرج عنها، فلم يلبث أن عادوا إليها، فقالت لهم: تعلمون أن عمر جاءني وحلف بالله لئن أنتم عدتم إلى هذا البيت ليحرقنه عليكم، وأيم الله إنه ليصدقن فيما حلف عليه، فانصرفوا عني فلا ترجعوا إلىَّ ففعلوا ذلك، ولم يرجعوا إليها إلا بعدما بايعوا([2]). وهذه القصة لم تثبت عن عمر رضي الله عنه، ودعوى أن عمر رضي الله عنه هم بإحراق بيت فاطمة، من أكاذيب الرافضة، أعداء صحابة رسول الله، وقد أوردها مع أكاذيب أخرى الطبري الطبرسى في كتابه دلائل الإمامة([3]), عن جابر الجعفي، وهو رافضي كذاب باتفاق أئمة الحديث كما في الميزان([4]) للذهبي، وتهذيب التهذيب([5]), وزعم بعض الروافض أن عمر ضرب فاطمة حتى أسقط ولدها محسنًا وهو في بطنها، وهذه من الأكاذيب الرافضة التي لا أساس لها من الصحة، وما علموا أنهم يطعنون في على رضي الله عنه، وذلك باتهامه بالجبن والسكوت عن عمر وهو من أشجع أصحاب النبي (ص) ([6]), بل إن بعض كتب الروافض أنكر صحة هذا الهذيان والزور([7]) علمًا بأن محسنًا ولد في حياة النبي (ص) كما ثبت ذلك بالرواية الصحيحة.
([1]) أخرجه ابن أبي شيبة: المصنف (14/567) إسناده صحيح.
([2]) عقائد الثلاثة والسبعين فرقة لأبي محمد اليمني (1/140).
([3]) دلائل الإمامة: ص (26) نقلاً عن عقائد الثلاثة والسبعين (1/140).
([4]) الميزان للذهبي (1/279).
([5]) تهذيب التهذيب (2/47).
([6]) حقبة من التاريخ: ص(224).
([7]) مختصر التحفة الاثنى عشرية: ص(252).
التسميات
علي والخلفاء الراشدون