حب أهل البيت لعمر رضي الله عنه:
إن من دلالة محبة أهل البيت الفاروق - رضي الله عنه - تسمية أبنائهم باسمه، حبًا وإعجابًا بشخصيته، وتقديرًا لما أتى به من الأفعال الطيبة والمكارم العظيمة، ولما قدم إلى الإسلام من الخدمات الجليلة، وإقرارًا بالصلات الودية الوطيدة التي تربطه بأهل بيت النبوة والرحم، والصهر القائم بينه وبينهم، فأول من سمى ابنه باسمه أمير المؤمنين على بن أبي طالب سمى ابنه من أم حبيب بنت ربيعة البكرية عمر([1]), وقد جاء في كتاب صاحب الفضول، حتى ذكر أولاد على بن أبي طالب: وعمر من التغلبية، وهى الصهباء بنت ربيعة من السبى الذي أغار عليهم خالد بن الوليد بعين التمر، وعمَّر عمر هذا حتى بلغ خمسًا وثمانين سنة فحاز نصف ميراث على رضي الله عنه، وذلك أن جميع إخوانه وأشقائه وهم عبد الله وجعفر وعثمان قتلوا جميعهم قبله مع الحسين رضي الله عنه – يعني أنه لم يقتل معهم – بالطف فورثهم([2]), هذا وتبعه حسن في ذلك الحب لعمر بن الخطاب رضي الله عنهم فسمى أحد أبنائه عمر أيضًا([3]), وكذلك الحسين بن على سمى عمر، ومن بعد الحسين ابنه على الملقب بزين العابدين سمى أحد أبنائه باسم عمر([4]), وكذلك موسى بن جعفر الملقب بالكاظم سمى أحد أبنائه باسم عمر([5]), فهؤلاء الأئمة من أهل البيت الذين ساروا على هدى النبي (ص) ومعالم منهج أهل السنة والجماعة بسيرتهم العطرة يظهرون لعمر الفاروق ما يكنونه في صدورهم من حبهم وولائهم له بعد وفاته بمدة، وقد جرى هذا الاسم وكذلك أبو بكر وعثمان في ذرية أهل البيت ممن ساروا على مذهب الحق وهو منهج أهل السنة والجماعة إلى يومنا هذا، ونجد أسماء الصحابة وأمهات المؤمنين في البيوت الهاشمية التي التزمت بالكتاب والسنة، فقد سموا طلحة، وعبد الرحمن وعائشة وأم سلمة ونحن ندعو الشيعة اليوم إلى الاقتداء بعلي والحسن والحسين وسائر الأئمة من آل البيت، فيسمون بعض أبنائهم وبناتهم بأسماء الخلفاء الراشدين، وأمهات المؤمنين ([6]), نرجو ذلك.
([1]) تاريخ اليعقوبي (2/213)، الشيعة وأهل البيت: ص (133).
([2]) الفصول المهمة: ص (143)، الشيعة وأهل البيت: ص(133).
([3]) الشيعة وأهل البيت: ص(133).
([4]) االمصدر نفسه: ص (134).
([5]) المصدر نفسه: ص (135).
([6]) اذهبوا فأنتم الرافضة، عبد العزيز الزبير: ص (230).
التسميات
علي والخلفاء الراشدون