عن حصين بن المنذر، قال: شهدت عثمان بن عفان، وأتى بالوليد فشهد عليه رجلان أحدهما حمران أنه شرب الخمر، وشهد آخر أنه لم يتقيأ، فقال عثمان: إنه لم يتقيأ حتى شربها، فقال: يا علي قم فاجلده فقال علي: قم يا حسن فاجلده، فقال الحسن: ولَّ حارها من تولى قارها([1]), فكأنه وجد عليه، فقال: يا عبد الله بن جعفر قم فاجلده، فجلده وعلي يعد، حتى بلغ أربعين فقال: أمسك، ثم قال: جلد النبي (ص) أربعين، وأبو بكر أربعين، وعمر ثمانين، وكل سنة، وهذا أحب إلىَّ([2]). ويؤخذ من هذا الحديث أن عليًا رضي الله عنه كان قريبًا من عثمان ومعينًا له على طاعة الله، وكان علي رضي الله عنه يقول في معرض دفاعه عن عثمان ردًا على من يعيب على عثمان بفعل المنسوب للوليد: إنكم ما تعيرون به عثمان كالطاعن نفسه ليقتل ردءه([3]), ما ذنب عثمان في رجل قد ضربه بفعله وعزله عن عمله، وما ذنب عثمان فيما صنع عن أمرنا([4]).
([1]) أي: ولِّ بشدتها وأوساخها من ولي هنيئها ولذاتها.
([2]) شرح النووي على صحيح مسلم ك الحدود (11/216).
([3]) الردء هو العون: تاريخ الطبري (5/278).
([4]) تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة (1/421).
التسميات
علي والخلفاء الراشدون