أيهما أصح عند ذكر أمير المؤمنين على: هل نقول رضي الله عنه أم كرم الله وجهه أم عليه السلام؟ إن الأصل عند ذكر الصحابة الترضي عنهم جميعًا كما قال تعالى: +وَالسَّابِقُونَ الأوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ" [التوبة:100].
وقال تعالى: + لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ" [الفتح:18] لذلك اصطلح أهل السنة على الترضي على كل صحابي يجري ذكره أو يروى عنه الحديث، فيُقال مثلاً: عن أبي بكر – رضي الله عنه – ولم يستعمل السلام – فيما أعلم – عند ذكر أحد منهم، مع أن السلام تحية المسلمين فيما بينهم، كما تعالى: +فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِنْدِ اللهِ مُبَارَكَةً" [النور:61]، على هذا فالترضي أفضل من السلام، قال تعالى +وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللهِ أَكْبَرُ" [التوبة:72]، وأخبر النبي (ص) أن الله تعالى يقول لأهل الجنة: «أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم أبدًا»([1])، ولكن اصطلح العلماء على أن السلام يختص بالأنبياء لقوله تعالى: +وَسَلاَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ" [الصافات:181]، ولقوله: +وَسَلاَمٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ" [مريم:15]، ولما ورد في حق على «أنت منى بمنزلة هارون من موسى»([2])، أخذ الغلاة كالرافضة يستعملون في حق أمير المؤمنين على: عليه السلام، أو كرم الله وجهه، ولا شك أنه أهل لذلك، لكن يشركه في ذلك جميع الصحابة([3]), وقد وقع هذا في عبارة كثير من النساخ للكتب ومن بعض علماء أهل السنة أن يفرد على – رضي الله عنه- بأن يقال: عليه السلام من دون سائر الصحابة، أو كرم الله وجهه، وهذا وإن كان معناه صحيحًا لكن ينبغي أن يساوى بين الصحابة في ذلك([4]).
([1]) مشكاة المصابيح للبغوى (3/88).
([2]) البخاري رقم (2404).
([3]) فتاوى في التوحيد، عبد الله بن جبرين، ص (37).
([4]) الناهية عن طعن أمير المؤمنين معاوية، ص (26) في الحاشية من تعليق المحقق أحمد التويجرى.
التسميات
علي والخلفاء الراشدون