فضائل الإمام علي.. صفات القائد الرباني المضحى في سبيل الله وكتابه وسنة نبيه. سلامة المعتقد، والعلم الشرعي، والثقة بالله، والقدوة، والصدق، والكفاءة والشجاعة

قال الإمام أحمد، وإسماعيل القاضي، والنسائى، وأبو على النيسابورى: لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الجياد أكثر مما جاء في علي([1]), وقال الحافظ ابن حجر: وكان السبب في ذلك أنه تأخر، أي آخر الخلفاء الراشدين، ووقع الاختلاف في زمانه وخرج من خرج عليه، فكان ذلك سببًا لانتشار مناقبه من كثرة من كان يبينها من الصحابة ردًا على من خالفه، فاحتاج أهل السنة إلى بث فضائله، فكثر الناقل لذلك، وإلا فالذين في نفس الأمر أن لكل من الأربعة من الفضائل، إذا حرر بميزان العدل لا يخرج عن قول أهل السنة والجماعة أصلاً([2]), وقال ابن كثير: من فضائله أنه أقرب العشرة المشهود لهم بالجنة إلى رسول الله (ص) نسبًا([3]), وقد ذكرت كثيرًا من فضائله فيما مضى من البحث كل في موضعه، وإتمامًا للفائدة نشير إلى مزيد من الفضائل لعلي رضي الله عنه منها:
* عن زر رضي الله عنه قال: قال على: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي (ص) إلىَّ: «أن لا يحبنى إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق»([4]).
* عن أبي إسحاق: سأل رجل البراء وأنا أسمع قال: أشهد على بدرًا؟ قال: بارز وظاهر([5]).
* عن أبي هريرة أن رسول الله (ص) كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلى وطلحة والزبير، فتحركت الصخرة فقال رسول الله (ص): «اهدأ فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد»([6]).
* قال سعيد بن زيد: سمعت رسول الله (ص) يقول:«النبي في الجنة، وأبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلى في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد في الجنة، ولو شئت أن أسمي العاشر»([7]).
* قالت أم سلمة رضي الله عنها: سمعت رسول الله (ص) يقول: «من سب عليًا فقد سبنى»([8]).
* جاء رجل إلى ابن عمر فسأله عن عثمان، فذكر محاسن عمله، قال: لعلَّ ذلك يسوؤك؟ قال: نعم.. قال: فأرغم الله بأنفك، ثم سأله عن على فذكر محاسن عمله قال: هو ذاك، بيته أوسط بيوت النبي (ص) ثم قال: لعلَّ ذاك يسوؤك؟ قال: أجل! قال فأرغم الله بأنفك، انطلق فاجهد على جهدك([9]).
هذه بعض الفضائل الثابتة لعلي رضي الله عنه، وأما صفاته رضي الله عنه، فقد كان له صفات القائد الرباني المضحى في سبيل الله وكتابه وسنة نبيه، ونجملها في أمور ونزكز على بعضها بالتفصيل، فمن أهم هذه الصفات، سلامة المعتقد، والعلم الشرعي، والثقة بالله، والقدوة، والصدق، والكفاءة والشجاعة، والمروءة، والزهد، وحب التضحية، وحسن اختياره لمعاونيه، والتواضع والحلم والصبر، وعلو الهمة والحزم والإرادة القوية، والعدل، والقدرة على التعليم وإعداد القادة، وغير ذلك من الصفات التي ظهرت للباحث في الفترة المكية في صحبته للنبي (ص) وفي العهد المدني في غزواته مع رسول الله (ص) وحياته في المجتمع، وظهر البعض الآخر لما تسلم قيادة الدولة الراشدية وأصبح أمير المؤمنين رضي الله عنه.

([1]) فتح البارى (7/71).
([2]) المراد ترتيبهم في الفضل وهو حسب ترتيبهم في الخلافة، فتح البارى (7/71).
([3]) البداية والنهاية (11/29).
([4]) الصحيح المسند في فضائل الصحابة، ص(111).
([5]) ظاهر: أي لبس درعًا على درع، الصحيح المسند، ص (112).
([6]) الصحيح المسند في فضائل الصحابة، ص (117).
([7]) الصحيح المسند في فضائل الصحابة، ص (117).
([8]) الصحيح المسند، ص (121).
([9]) المصدر السابق،ص (140).
أحدث أقدم

نموذج الاتصال