جاء في بعض الروايات أن أمير المؤمنين عليًا رضي الله عنه اشترط في بيعته أمورًا منها، أن تكون البيعة في ملأ وليس في خفية، وفي المسجد، وعن رضا المسلمين، وأنه يدير أمرهم كما يراه ويعلمه، فوافقوه وتواعدوا صباح اليوم التالي في المسجد للبيعة([1]), وكان يومًا حافلاً وحاسمًا، فقد خرج أمير المؤمنين وقد لبس ملابسه كاملة..ثم بعد الحمد والثناء على الله بين للناس المحاولات التي بذلت معه وقال: إني كنت كارهًا لأمركم، فأبيتم إلا أن أكون عليكم، ألا وإنه ليس لي أمر دونكم، ألا إن مفاتيح مالكم معي، ألا وأنه ليس لي أن آخذ منه درهما دونكم([2]) , ثم قال: يا أيها الناس: إن هذا أمركم ليس لأحد فيه حق إلا من أمرتم، وقد افترقنا بالأمس على أمر، فإن شئتم قعدت لكم، وإلا فلا أجد على أحد، ثم رفع صوته قائلاً: رضيتم؟ قالوا: نعم، قال: الله اشهد عليهم، وأقبل الناس يبايعونه([3]), وبعد أداء البيعة قال أمير المؤمنين: أيها الناس: إنكم يايعتموني على ما بايعتم عليه أصحابي، فإذا بايعتموني فلا خيار لكم علىَّ، وعلى الإمام الاستقامة وعلى الرعية التسليم، وهذه بيعة عامة.. إلخ([4]).
([1]) تاريخ الطبري (5/448)، دراسات في عهد النبوة، ص(281).
([2]) تاريخ الطبري (5/449).
([3]) تاريخ الطبري (5/449).
([4]) دراسات في عهد النبوة والخلافة الراشدة، ص(282).
التسميات
علي والخلفاء الراشدون