العلم يحرس صاحبه بينما صاحب المال هو الذي يحرسه:
فأما حراسة العلم صاحبه فإن العلم الإلهي يقي صاحبه من المهالك في الدنيا والآخرة، فأما أمر الآخرة فظاهر معلوم، حيث إن هذا العلم يقود صاحبه إلى رضوان الله تعالى والجنة ويجنبه طريق النار، وما أعظمها من مطالب وما أبلغها من مكاسب، وأما الوقاية من مهالك الدنيا فإن السعادة الروحية الحقة لا تكون إلا باليقين الذي تتضاءل أمامة الحياة الدنيا، فتصبح جميع مآسيها ونكباتها بردًا وسلامًا على أصحاب اليقين، لأنهم لا يلقون لها بالاً، ولا يعيرونها اهتمامًا، بينما تتحول هذه المآسى والنكبات إلى حياة جحيمية على أهل الدنيا الذين يعتبرون الحياة الدنيا هي رأس المال والمكسب، وأما حراسة صاحب المال ماله فأمرها ظاهر، فكم تملك أصحابها من الهم والخوف عليها تململ المريض، وباتوا يحرسون أموالهم بالهم والقلق والحزن المنهك([1]). والعلم ينور بصيرة صاحبه في الاختيار الأفضل وفي استخلاص العبر من الأمم الماضية والعيش بها في الحياة، والعلم يفتح آفاقًا واسعة في فقه الخلاف، ومعرفة المصالح والمفاسد، والمقاصد، وترتيب الأولويات فيسير صاحبه بنور بين الناس.
([1]) التاريخ الإسلامي للحميدي (12/442).
التسميات
علي بن أبي طالب