من الجليد إلى الوديان والبحيرات: دور الإرساب الجليدي في تشكيل تضاريس الأرض

حقيقة كتاب عثمان المزعوم:

المقدمة:

يُعدّ ادّعاء وجود كتاب مزوّر كتبه عثمان بن عفان، رضي الله عنه، إلى عامله في مصر يأمر فيه بقتل الثائرين عليه من أخطر الأحداث التي ساقتها بعض الروايات التاريخية لتبرير مقتله، إلّا أنّ التحقيق الدقيق في هذه الرواية يكشف زيفها وضعف حججها، ممّا يجعلنا نشكّك بشدّة في صحتها ونُثبت براءة عثمان، رضي الله عنه، من هذه التهمة الباطلة.

تفاصيل الرواية المزعومة:

  • ادّعاء المتمردين: زعم بعض المتمردين الذين حاصروا عثمان، رضي الله عنه، في المدينة قبل مقتله، أنّهم عثروا على كتاب كتبه عثمان إلى عامله في مصر يأمر فيه بقتلهم أو صلبهم أو تقطيع أيديهم وأرجلهم.
  • نفي عثمان: نفى عثمان، رضي الله عنه، بشكل قاطع صحة هذا الكتاب، وأقسم أنّّه لم يكتبه ولم يأمر به، وأنّه لا علم له به.

دلائل تدحض صحة الكتاب المزعوم:

  • التناقض المكاني: من المستبعد عقليّاً أن يكون المتمردون في مصر قد علموا بوجود هذا الكتاب، بينما كان العراقيون، الذين يفصل بينهم وبين المصريين مسافة شاسعة، قد علموا به أيضاً في نفس الوقت، وعادوا جميعاً إلى المدينة في آن واحد. ممّا يدلّ على أنّ هناك من دبّر خطة لزرع هذا الكتاب وتوزيعه على المتمردين في مختلف المناطق لإثارة الفتنة.
  • شهادة كبار الصحابة: نفى كبار الصحابة، ومنهم عليّ وعائشة والزبير، صحة هذا الكتاب جملة وتفصيلاً، مؤكدين أنّه مُزوّر وأنّهم لم يشاركوا في كتابته.
  • سوابق تزوير الكتب: سبق وأن قام بعض المفسدين بتزوير كتب على لسان أمهات المؤمنين، وعلى لسان عليّ وطلحة والزبير، ممّا يدلّ على أنّ هناك جهات حاقدة كانت تسعى إلى إثارة الفتنة وتشويه سمعة الصحابة.
  • الهدف من التزوير: كان الهدف من تزوير هذا الكتاب هو إثارة الفتنة بين المتمردين وزيادة نقمتهم على عثمان، رضي الله عنه، ممّا أدّى في النهاية إلى قتله.

الخلاصة:

إنّ ادّعاء وجود كتاب مزوّر كتبه عثمان، رضي الله عنه، هو ادّعاء باطل لا أساس له من الصحة، وقد تمّ دحضه بالأدلة والبراهين القاطعة. كما أنّ هذا الادّعاء يُعدّ جزءاً من مؤامرة خبيثة حاكتها جهات حاقدة سعت إلى تشويه سمعة عثمان، رضي الله عنه، وإثارة الفتنة بين المسلمين.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال