إن خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وعلى رضي الله عنهم قد أجمع على صحتها وانعقادها الصحابة الكرام، ومن طعن في أحد منهم فقد خالف قول الله تعالى:
+وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا" [النساء:115]، وقول النبي (ص): «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ» فهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلى، رضي الله عنهم ومن اتبعهم بإحسان([1]), وما أحسن ما قاله أيوب السختيانى في هذا المقام حيث قال: من أحب أبا بكر فقد أقام الدين، ومن أحب عمر فقد أوضح السبيل ومن أحب عثمان فقد استنار بنور الله عز وجل، ومن أحب عليًا فقد استمسك بالعروة الوثقى، ومن أحسن القول في أصحاب محمد فقد برئ من النفاق([2]).
قال الشاعر:
إني رضيت عليًا قدوة علمًا كما رضيت عتيقًا صاحب الغار
وقد رضيت أبا حفص وشيعته وما رضيت بقتل الشيخ في الدار
كل الصحابة عندي قدوة علم فهل علىَّ بهذا القول من عار
إن كنت تعلم أني لا أحبهم إلا لوجهك أعتقني من النار([3])
هذا وقد جاءت الأدلة القاطعة والبراهين الساطعة في العلاقة المتميزة بين علي والخلفاء الراشدين، رضي الله عنهم، وقد تم توضيح ذلك في الصفحات الماضية، وهذه بعض الأدلة نضيفها إلى ما سبق من براهين ساطعة على مكانة الخلفاء الراشدين عند أمير المؤمنين على رضي الله عنه.
([1]) الشريعة للآجرى (4/1768).
([2]) المصدر نفسه (4/1772، 1773).
([3]) المصدر نفسه (5/2536).
التسميات
علي والخلفاء الراشدون