العلماء الربانيون.. علماء الدين الذين يجمعون بين الفقه والحكمة المؤهلون لتربية الأمة وتوجيهها والذين يغذون الناس بالحكمة ويربونهم عليها

 المقصود بالعلماء علماء الدين، والربانيون الذين يجمعون بين الفقه والحكمة كما جاء في تفسير ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى:+وَلَكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ" [آل عمران:79]، قال: حكماء فقهاء, أخرجه الإمام البخاري، وبذلك فسره عبد الله ابن مسعود، رضي الله عنه([1]), فالذين يجمعون بين الحكمة والفقه هم المؤهلون لتربية الأمة وتوجيهها، لأن الحكمة وضع الشيء في موضعه المناسب ومن ذلك التوفيق إلى تطبيق الحكم الشرعي على واقع الناس، وذلك يقتضي فهما دقيقًا لواقع المجتمع الإسلامي، ومن الحكمة القيام بتربية الأمة بهذا الدين، وذلك يقتضي الجمع بين تعليم الدين والتربية علي التقوى ومكارم الأخلاق، وأما الفقه فهو فهم الأحكام الدينية من مصادرها الشرعية، ولذلك كان العلماء الربانيون هم أفضل الأمة، لأنهم جمعوا بين فضيلتين هما: تلقي العلم، والتعليم مع التربية، فهم المؤهلون لتربية الأمة وتوجيهها([2]), وقد عرف أمير المؤمنين على رضي الله عنه الربانيين بأنهم هم الذين يغذون الناس بالحكمة ويربونهم عليها([3]).

([1]) التاريخ الإسلامي للحميدي (11، 12/438).
([2]) التاريخ الإسلامي للحميدى (11، 12/438).
([3]) الفتاوى (1/49).
أحدث أقدم

نموذج الاتصال