عن صالح بن أبي الأسود عمن حدثه أنه رأى عليًا قد ركب حمارًا ودلى رجليه إلى موضع واحد ثم قال: أنا الذي أهنت الدنيا([1]), وهكذا يشعر أمير المؤمنين على بن أبي طالب – رضي الله عنه – بالفرح لانتصاره على نفسه، وظهوره بمظهرالتواضع أمام الناس وهو خليفة المسلمين، إن مناصب الدنيا خداعة غرارة، وإن فتنة الجاه بها أعظم من فتنة المال، فلطالما رئى أناس مسئولون كانوا متواضعين قبل أن يلوا، فلما تولوا مناصب كبيرة بدأ التعاظم في نفوسهم شيئًا فشيئًا، حتى يكون من الصعب في آخر الأمر مخاطبتهم، واللقاء معهم، لكن أولياء الله المتقين كلما ازدادوا رفعة في المناصب الدنيوية زادوا تواضعًا للناس، وشعروا بالسرور وهم يقومون بمظاهر التواضع التي تنفي عنهم صفة التجبر والكبرياء([2]).
([1]) البداية والنهاية (8/5).
([2]) التاريخ الإسلامي (17/63) للحميدى.
التسميات
علي بن أبي طالب