تعتبر المدية ولاية من إحدى الولايات الجبلية، متميزة بطبيعة جذابة و مناخ متغير غلى مدى الفصول الأربعة، فاعتبرتها الحضارات على أنها مفاجأة أو هدية من السماء، هذا لموقعها وراء متسعات جبلية و كذا ميزتها بالزراعات المختلفة كالكروم و الكرز مثلا، مما يميز عن باقي المناطق و جعلها راحة للزائرين كما أنها تقع بالقرب من العاصمة إذ تبعد حوالي 90 كلم جنوبها.
المدية تاريخ عريق:
تعتبر المدية حسب ماك كارتي "Mc Carty" المحطة الرومانية القديمة و كانت تسمى بالميديكس "MEDIX" كون أن لها نفس المسافة بين تيرينادي "Tirinadi" البرواڤية حاليا، و سوفنسار "Sofensare" عمورة حاليا.
كان يرى ابن خلدون أن المدية بنيت على المنشآت الرومانية، ويمكن إثبات هذا القول بفحص المنازل والقنوات المائية التي تتواجد فيها أثار عتيقة مثل الميداليات الرومانية و حتى البنايات التي اكتشفت من قبل الاستعمار الفرنسي عند محاولة بناء مستشفى المدينة.
و أجمع الكتاب أن زيري بن مناد أسس مدينة الأشير والتي عرفت بمنزه بنت السلطان على جبل التيتري، و لعله الكاف الأخضر اليوم.
كل هذه الأقوال نجدها مدونة عند ابن خلدون في كتابه "العبرج الخامس"، والذي يبين فيه الدور الهام الذي لعبته المدية خلال مراحل الحروب التي مرت بها إفريقيا الشمالية تحت الحكم الإسلامي، الذي تبعه الحكم العثماني، حيث كان باي المنطقة آنذاك الباشا "إيك" الذي عين من طرف عروج خير الدين، وأصبحت المدية المقر الرئيسي لمنطقة التيتري.
لقد شهدت الجزائر العاصمة في أواخر القرن 17 انحطاط مس كل نشاطاتها و حضاراتها، و فقدت العديد من سكانها، على العكس فإن ولاية المدية قد حافظت على أهميتها و على دورها السياسي و الاقتصادي، هذا حتى مجيء الاستعمار الفرنسي الذي واجهته مقاومة عنيفة في البداية من طرف الداي "مصطفى بومزراق" و تواصلت إلى غاية معركة 17 ماي 1840التي سقط فيها العثمانيون، حيث اعتبرت المدية كحصن استراتيجي في هذه الفترة و هذا نظرا لمحاولة الغزؤ الفرنسي الفاشلة للدخول إليها أكثر من ثلاث مرات بالرغم من كل هاته المقاومات إلا أن هذه المدينة العربية بدأت ملامح الاختفاء بها تظهر في فترة الاحتلال و هذا بسبب إعادة البناء الذي قام به الاستعمار، إذ تغيرت إلى ساحات و طرق و بنايات استعمارية، و ما ترك إلا القليل من البنايات القديمة.
التسميات
سياحة جزائرية