الغمغمة:
1- ترى المعاجم أن الغمغمة مثل الهمهمة: كلام لا تفهمه (الجمهرة 1/161).
1- ترى المعاجم أن الغمغمة مثل الهمهمة: كلام لا تفهمه (الجمهرة 1/161).
وأنها من: غم الشيء: إذا غطَّاه.. ومن المجاز: سحاب أغمّ: لا فرجة فيه.
والغمغمة قد تكون من الكلام وغيره؛ لأنها صوت لا يفهم تقطيع حروفها. (العقد الفريد 1/294).
والغمغمة قد تكون من الكلام وغيره؛ لأنها صوت لا يفهم تقطيع حروفها. (العقد الفريد 1/294).
ويرى البغدادي أنها: "قد تكون من الكلام وغيره؛ لأنها صوت لا يفهم تقطيع حروفه". (خزانة الأدب 4/596).
ثم يقول: والغمغمة ألا يتبين الكلام، وأصله أصوات الثيران عند الذعر وأصوات الأبطال عند القتال.
(وفي الجمهرة 3/457) أن الغمغمة: صفة للقسي إذا كانت هتوفًا – أي أن صوتها يطيف بالقوس فيكون له رنة.
وإذا ذهبنا لبحث: الغمغمة، وجدنا لها نفس المعنى، يقول ابن دريد في 1/161: مغمغ كلامه؛ إذا لم يبنه.
ويفهم من المعنى المعجمي أنك تسمع الصوت، ولكن تخفي فيه مقاطع الحروف وبيان أجزائها، وتميز كلماتها، لسرعة النطق، ولهذا يقال لأصوات الأبطال والثيران عند الذعر: غماغم (شرح الدرة 235).
والمعنى الجامع لما سبق هو: الاختلاط وعدم التميز والإفصاح في نطق الكلام فلا يفهم السامع المراد، وحينئذ تكون أشبه شيء: باللفف، وهو: إدخال حرف في حرف (العقد الفريد: 2/296 وانظر التذكرة الحمدونية).
وهذا الخفاء في النطق سببه الحيف على الصوت، وظاهرة الحيف والحذف معروفة في بعض اللغات السامية التي عاشت في منطقة الشمال الغربي في عصور قديمة.
وقبيلة قضاعة لها صلة بالسامية الشمالية؛ إذ كانت تعيش في المنطقة التي وجدت فيها النقوش: اللحيانية والثمودية والصفوية والتي يُطلق عليها (العربية الأولى) أو (الطفولة العربية Proto Arabic).
فظاهرة الغمغمة نقلتها قضاعة عن بقايا اللغات السامية القديمة، يؤكد ذلك أن اسم الغمغمة نفسه ورد في العبرية.
2- (المشنا) ومعناها: قرأ بسرعة دون إيضاح للأصوات.
3- وقد اختلف العلماء في نسبة هذه الظاهرة فالأكثرون على أنها لقضاعة (الكامل للمبرد 1/370، الفائق للزمخشري 2/458، المفصل 333، وشرحه 9/48، والدرة 114، وشرح السيرافي 5/468 مخطوط بالتيمورية).
3- وقد اختلف العلماء في نسبة هذه الظاهرة فالأكثرون على أنها لقضاعة (الكامل للمبرد 1/370، الفائق للزمخشري 2/458، المفصل 333، وشرحه 9/48، والدرة 114، وشرح السيرافي 5/468 مخطوط بالتيمورية).
وينفرد تاج العروس بنسبتها إلى قريش لا قضاعة (9/6) وهي رواية ضعيفة في زعمنا؛ لأن قريشًا كانت تجتبي أفضل لغات العرب، وأنها أعرب القبائل لسانًا، وأصفاها لغة.
والعجيب أن العلماء بعد الاستقصاء والبحث لم يذكروا شاهدًا يوضح هذا، وربما يرجع سبب ذلك إلى أن الغمغمة من الصفات التي لم تستحسنها الفصحى، بل خلعت عليها صفات تنطوي على الذم؛ لأن أصحابها عاشوا على أطراف شبه الجزيرة فلم يأخذوا بها في الاحتجاج.
4- أما آثار الغمغمة في لهجاتنا المعاصرة فيظهر في:
(أ)- لهجات اليمن: الحديثة فيقولون: أبزايد، أبسلطان. وربما كان معناها: ابن زايد، ابن سلطان.
يؤكد ذلك أن الهمذاني ت 334 هـ يصف بعض أهل اليمن أنهم "يجرون في كلامهم ويحذفون" صفة جزيرة العرب 134. تحقيق ابن بليهد النجدي.
(ب)- وفي لهجات السودان (عِنْ سوادَ الليل) أي: عند.
(ج)- وفي مصر، في إقليم الشرقية في قريتي: تلِّ رُوزنَ وميتْ حَمَل.
(مميزات لغات العرب 35 حفني ناصف).
ولكن ما العلاقة بين قضاعة وهذه الأقطار العربية التي ظهرت فيها الغمغمة؟
أما اليمن: فقضاعة يمنية الأصل ثم نزحت إلى الشمال.
أما السودان ومصر: فجزء كبير من قضاعة قد تفرق في القطرين الشقيقين؛ يقول المقريزي: وبلى (وهي من قضاعة ) قبيلة عظيمة فيها بطون كثيرة، وكانت بالشام فنادى رجل من بلى بالشام ياآل قضاعة، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب، رضي اللـه عنه، فكتب إلى عامل الشام أن يسير ثلث قضاعة إلى مصر فنظروا، فإذا بلى ثلث قضاعة فسيروا إلى مصر (البيان والإعراب 29) وبلى هذه سكنت الصحراء الشرقية، كما أن قبائل عدة من جهينة (وهي فرع من قضاعة) سكنت الشرقية ومركز فاقوس، حيث بها إلى الآن قرية قديمة تسمى "دوار جهينة" وهذا يشير إلى أن الغمغمة في بعض قرى مديرية الشرقية موروثة عن قضاعة اليمنية، وهذا يقوي العلاقة اللهجية بين السالفين والخالفين.
وهذا على الرغم من أن نقلة العربية لم ينقلوا لنا الهيئات التي كان عليها نطق العرب، ولم يضعوا لها في الكتابة إشارات تدل عليها.
التسميات
فقه اللغة والمعاجم