العجعجة.. التصويت. إبدال الياء المشددة والمخففة جيمًا

العجعجة في اللغة: التصويت.
وفي الاصطلاح: إبدال الياء المشددة والمخففة جيمًا، مثال ذلك: "أبو علج" في "أبو علي" و "بالعشج" في "بالعشي" في قول الشاعر:
خالي عويف وأبو علجّ -- المطعمان الطعام بالعشجّ

ونحو " تميمج " في "تميمي" و "حجتج" في "حجتي" و "يأتيك بج" في "يأتيك بي".
ويشترط بعض العلماء شرطين لهذا الإبدال، هما: الياء المشددة والوقف، ومتى خرج هذا الإبدال عن هذين الشرطين عدوه شاذًّا.

ويعد (ابن عصفور) من العجعجة إبدال الجيم من الياء أيًّا كان موضع الياء من الكلمة، ومما ورد في ذلك: "أمسجت " في "أمسيت" و "إجَّل" في "إيَّل".

وقد علل القدماء الإبدال في العجعجة بقول شارح شواهد أبي علي الفارسي: "إن ناسًا من العرب يبدلون من الياء جيمًا، لما كان الوقف على الحرف يخفيه، والإدغام فيه يقتضى الإظهار ويستدعيه، أبدلوا من الياء المشددة في الوقف الجيم، لأنها أبين، وهي قريبة من مخرجها".

وهي لغة لقضاعة، وقد تنسب لناس من بني سعد، ومنهم من يصرح بأنها لغة طيئ وبعض أسد.

ولهذه الظاهرة تفسير صوتي يتلخص في أن كلاًّ من الياء والجيم العربية المعطشة ينتج مما بين مقدم اللسان وسقف الحنك، مع فارق وحيد هو أن الياء تصدر عن تضييق بين هذين العضوين، بينما تصدر الجيم عن إغلاق بينهما، أي أن صوت الجيم في الواقع هو صوت ياء مبالغ في تضييقه إلى درجة الغلق.

ولهذا إذا وقف على الياء وهي مشددة - والتشديد كما نعلم يطيل الصوت ويحدث توترًا في أعضاء النطق - فإن مقدم اللسان قد لا يستطيع التوقف عند حدود صوت الياء، بل يستمر في اندفاعه نحو سقف الحنك إلى أن يصطدم به فيدخل في منطقة الجيم، ومعنى هذا أن صوت الياء لم يقلب جيمًا بل أضيفت إليه جيم معطشة.

ولهذه الظاهرة مثيل في نطق بعض المصريات، للكلمات التي تنتهي بصوت  الياء، وإن كن يضفن إلى الياء جيمًا شامية (أي احتكاكية) فيقلن في "أوى" "أوج".

وقد وردت أمثلة بحدوث عكس هذه الظاهرة، أي قلب الجيم ياء، في بعض المواضع، نحو قول الشاعر:
إن لم يكن فيكن ظل ولا جنى -- فأبعدكن الله من شيراتِ
ومنه القراءة الشاذة: "ولا تقربا هذه الشّيرة".

ويوجد هذا النطق على لسان أهل الكويت والخليج حديثًا فيقولون: "أنا ياى" في "أنا جاي"، و "لما يييي" في "لما ييجى" و "ريَّال" في "رجَّال".
وتقترح اللجنة أن يطلق على هذه الظاهرة مصطلح "اليجيجة".
أحدث أقدم

نموذج الاتصال