هجرة اللبنانيين إلى ساحل العاج.. أكبر تجمع للمغتربين اللبنانيين في غرب أفريقيا

هناك عدد كبير من السكان اللبنانيين في كوت ديفوار، الذين تقدر أعدادهم بشكل مختلف بعشرات أو مئات الآلاف.
وهي أكبر تجمع للمغتربين اللبنانيين في غرب أفريقيا.
وكانت هناك موجتان رئيسيتان من الهجرة من لبنان إلى كوت ديفوار؛ فالمجموعتان، والسلع المعمرة (الأسر التي أنشئت)، والقادمون الجدد (الجدد) تشكل مجتمعات منفصلة.
على الرغم من أن الهجرة اللبنانية إلى بلدان أخرى في غرب أفريقيا بدأت في وقت مبكر من 1890، فإن الاقتصاد الاستعماري في كوت ديفوار لم يتطور حتى بعد الحرب العالمية الأولى، وعلى هذا النحو، لم يتشكل أي مجتمع لبناني هناك حتى 1920.
استغرقت الرحلة عدة أسابيع.
ذهب المهاجرون بحمار من قراهم في جنوب لبنان إلى بيروت، ومن هناك أخذوا سفينة إلى مرسيليا، حيث سيتعين عليهم الانتظار لواحدة من حالات المغادرة غير المتكررة إلى غرب أفريقيا.
قد يكون البعض قد عمدوا أصلا إلى التوجه إلى الولايات المتحدة، ولكنهم وجدوا عند الوصول إلى مرسيليا أنهم لم يتمكنوا من تحمل الأجرة، وبالتالي اختاروا رحلة أرخص إلى غرب أفريقيا، أو تم خداعهم في سفن داخلية للوجهة الخاطئة.
لم يأت المهاجرون المباشرين الآخرون من لبنان مباشرة، بل تم نقلهم من بين أطفال المهاجرين اللبنانيين السابقين إلى السنغال.
وقد نما المجتمع بسرعة بسبب النقص النسبي في إجراءات الدخول مقارنة ببلدان غرب أفريقيا الأخرى.
وبدءا من منتصف السبعينيات، بدأت موجة جديدة من المهاجرين اللبنانيين في الوصول، فرين من الحرب الأهلية اللبنانية.
وأثار وجودهم مخاوف الحكومة من أن يجلبوا معهم العنف الطائفي الذي أصاب وطنهم؛ بيد أنه لم ينفجر هذا العنف فعلا.
وبحلول أواخر الثمانينيات، كان يعيش ما بين 60،000 إلى 120،000 لبناني وسوري في كوت ديفوار، على الرغم من أن بعض المراقبين أعطوا رقما قياسيا يصل إلى 300،000.
جاء العديد من هؤلاء المهاجرين في وقت لاحق من بلدات زرعية في جنوب لبنان.
مع التقدم الذي أحرز مؤخرا في مجال النقل والاتصالات، ظهر شكل من أشكال التعددية القومية في أوساط المجتمع المحلي؛ فإن الناس يسيرون باستمرار ذهابا وإيابا بين لبنان وكوت ديفوار، وأصبحت أحزاب التحية وداع الوافدين الجدد والمغادرين "أحداثا طقسية كبيرة".
أحدث أقدم

نموذج الاتصال