درجات الحرارة والعمليات الفسيولوجية في نباتات الحديقة المنزلية.. التمثيل الضوئي. التنفس. الإزهار والتكاثر. النتح وامتصاص المواد الغذائية

درجات الحرارة والعمليات الفسيولوجية في نباتات الحديقة المنزلية:
1) التمثيل الضوئي: تعتبر عملية التمثيل الضوئي من اهم العمليات الفسيولوجية في النباتات، فهي المصدر الوحيد لتصنيع المواد السكرية من ثاني اكسيد الكربون والضوء والماء. وتاثير الحرارة في عملية التمثيل الضوئي يرجع بشكل مباشر الى تاثيرها في عمليات البناء بغياب الضوء Dark reaction حيث ان هذا التفاعل تفاعل كيماوي حيوي بحت، لذلك نرى تاثيرا مباشرا للحرارة بينما الجزء الاخر من التمثيل الضوئي يمثل عملية كيموضوئية Light reaction تحدث في حالة توفر الضوء وليس للحرارة دور كبير في هذا التفاعل.
2) التنفس: تعتبر عملية التنفس عملية الهدم واستخدام الطاقة المصنعة بعملية التمثيل الضوئي وتحدث هذه العملية على مدى واسع من درجات الحرارة حيث يؤدي اي ارتفاع في درجة الحرارة الى رفع سرعة التنفس، وكما ذكر سابقا ان لكل عملية بيولوجية، وكيماوية درجة حرارة مثلى، فان الدرجة المثلى للتنفس لمعظم النباتات اعلى بكثير من تلك التي تحتاجها عملية التمثيل الضوئي.
3) الإزهار والتكاثر: تؤثر درجات الحرارة في عملية الازهار، وتكوين الثمار في كثير من نباتات الحديقة المنزلية. فقد تحتاج بعض النباتات الى درجات من الحرارة المنخفضة لاحداث واستحثاث بعض النباتات على الازهار وهذا ما يسمى بـ Vernalization.
ومن الامثلة على ذلك بعض نباتات الزينة مثل البرميولا، كذلك تؤثر درجات الحرارة المنخفضة سلبا في النباتات اذ يؤدي تدني درجة الحرارة في موسم الازهار الى تساقط هذه الازهلر، وبالتالي الى عدم الحصول على محصول جيد.
لا بد من تعريض اشجار الفاكهة، وخاصة المتساقطة الاوراق التي تمر في فترة سكون الى درجات حرارة منخفضة لعدد من الساعات تعتمد على صنف هذه الاشجار لكي تتفتح براعمها الزهرية Chilling .
4) النتح وامتصاص المواد الغذائية: سبق وان ذكرنا ان النبات غير قادر على تكييف درجة حرارته. بمعنى ان النبات لا يستطيع ابقاء درجة حرارته ضمن حدود معينة، وانما يتبع حرارة الجو، لكن هناك عملية النتح التي يفقد من خلالها الماء عن طريق تبخره عن سطح الورقة من الثغور ويؤدي ذلك الى خفض درجة حرارة الورقة بمقدار درجة الى اثنتين على الاكثر دون درجة الهواء المحيط بها، لذلك تعتبر عملية النتح بمثابة مبرد طبيعي للنبات.
 يعمل تعرض النباتات الى درجات حرارة مرتفعة على خفض ضغط بخار الماء في الهواء المحيط بالنبات بينما يبقى ضغط بخار الماء في الورقة مرتفعا خاصة عند توفر الماء، وعدم وجود كرب مائي Water stress على النباتات، لذا ينتج عن هذا الوضع انتقال الماء من داخل الورقة الى السطح الخارجي لها. ومن ثم تبخره مما يؤدي الى خفض درجة الحرارة، وبالمقابل يؤدي انخفاض الحرارة الى تقليل الفرق ما بين ضغط بخار الماء في الداخل والخارج، فتقل عملية النتح.
تتاثر عملية النتح اضافة الى تاثرها بالحرارة بتوفر الماء في التربة، وكذلك بتوفر نبات سليم ذي اوعية ناقلة جيدة.
تعتبر عملية النتح الدافع الرئيسي لامتصاص الماء حيث يحدث النتح تيارا ماصا Transpiration Stream نتيجة خفض الماء عند الثغور Stomata مما يدفع الماء الى الصعود نحو الاعلى، وبامتصاص الماء تنتقل العناصر الغذائية.
أما عن تاثير الحرارة في امتصاص الماء والعناصر الغذائية فقد لوحظ انه بازدياد ارتفاع درجة الحرارة تزداد عملية امتصاص الماء والعناصر الغذائية، ويمكن تفسير ذلك بزيادة الطاقة الحركية لجزيئات الماء، وكذلك زيادة نفاذية الاغشية البلازمية اضافة الى ان المجموع الجذري نفسه ينمو، وينتشر تحت ظروف الحرارة الجيدة، وهنا لا بد من الاشارة الى ان حرارة التربة لها تاثير كبير في امتصاص الماء والغذاء، وكثيرا ما تلاحظ علامات ذبول على اوراق بعض النباتات نتيجة انخفاض حرارة التربة حيث ان الجذور غير قادرة على امتصاص الماء وكذلك الحال بالنسبة لبعض العناصر الغذائية الذائبة فيه.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال