الأدب في العصور اللاحقة للعصر العباسي.. علم من علوم اللسان. الإجادة في فني المنظوم و المنثور على أساليب العرب و مناحيهم

معنى كلمة (أدب) في العصور اللاحقة للعصر العباسي:

تطرَّق ابن خلدون (ت808هـ) إلى مفهوم كلمة أدب في مقدمته.
فقد عقدَ في مقدمته فصلًا في علوم اللسان العربي تناول فيه النحو واللغة والبيان (علوم اللغة) ثمَّ الأدب، فعدَّ الأدب علمًا من علوم اللسان وقال بأنه لا موضوع لهُ وإنما المقصود به عند أهل البيان ثمرته وهي الإجادة في فني المنظوم والمنثور على أساليب العرب و مناحيهم.

حفظ أشعار العرب:

ثمَّ انتقل إلى تعريفٍ آخر، يقول: "ثمَّ إنهم إذا أرادوا تعريف هذا الفن قالوا: الأدب هو حفظ أشعار العرب و أخبارها والأخذ من كل علمٍ بطرف، يريدون علوم اللغة أو العلوم الشرعية.."
وكأنَّ ابن خلدون يعود بالمصطلح مرة أخرى إلى العصر الإسلامي والأموي حين كانت الكلمة تعني التهذيب و تعلم أشعار العرب وأخبارهم.
و بهذا العرض لدلالة الكلمة خلال العصور المختلفة يتضح أنها اتسعت وضاقت تبعًا لاختلاف العصور، فشملت كل أنواع المعرفة حينًا ووقف معناها عند الكلام الجيد من المنظوم و المنثور حينًا آخر.

الفهم القديم لكلمة أدب:

و يمكن أن نُجمل خلاصة الفهم القديم لكلمة (أدب)، في النّقاط التالية:
  • المعنى الحسي.
  • التأديب وتهذيب الخلق.
  • التعليم.
  • المعارف والعلوم غير الدّينية، التي ترقى بالإنسان اجتماعيّا و ثقافيّاً.
  • كلّ ما ينتجه العقل والشعور.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال