قال عمر رضي الله عنه: (لا خير في أمر أبرم من غير شورى)([1]) وقال أيضاً: (لا خير فيكم إذا لم تقولوها ولا خير فينا إذا لم نسمعها)([2]) أي النصيحة والمشورة.
تلك هي قاعدة عمر رضي الله عنه في تطبيق الشورى والتزامه بها، باعتبارها أمراً واجباً، ونهجاً رشيداً، لإدارة أمر الرعية وتداول السلطة، وقد مارسها رضي الله عنه عملياً في إمارته ومن قبلها.
فقد أبدى رأيه بالاعتراض وفي حضرة النبي صلى الله عليه وسلم في أمر أسرى بدر.
وفي غزوة الحديبية (كما سبق بيانه)، وفي أمر جيش أسامه المتوجه إلى الروم، وفي عهد أبي بكررضي الله عنه اعترض عمر رضي الله عنه على قتال أهل الردة كما سيأتي بيانه، وغير ذلك من مواقف عمر رضي الله عنه في تطبيق الشورى.
ولكنه كان يقف عند حدود إبداء الرأي ثم يسمع ويطيع، تأدباً بأدب الاختلاف في الإسلام، وعلماً منه بأن إبداء الرأي عمل إيجابي لإثراء ساحة الشورى وتنفيذاً لواجب التفاعل الاجتماعي من أجل الإصلاح.
وليس حتماً أن يكون هذا الرأي محل اعتبار دون غيره، بل رأي الجماعة والسواد الأعظم هو الذي يجب أتباعه والعمل بمقتضاه.
وأما في عهد إمارته وخلافته فهو القائل: عندما اعترضه أحد الرعية (لا خير فيكم إذا لم تقولوها ولا خير فينا إذا لم نسمعها) والقائل (أخطأ عمر وأصابت امرأة) و (لا خير في أمر أبرم من غير شورى) والقائل: (الرأي الفرد كالخيط السحيل لا يبرم غزله، والرأيان كالخيطين المبرمين، والثلاثة مرار– جمع مرة وهي الفعلة الواحدة – لا يكاد ينتقض) ([3])، (كان عمر يؤمن بالشورى فلا يستقل برأيه، ولا يبالي أن يأخذ الحكمة من أي وعاء، وهذا يقلل من فرص الخطأ والإهمال) ([4]).
[1]- محمد عبد القادر أبو فارس، مرجع سابق ، ص83.
[2]- د. صالح غانم سدلان، مرجع سابق ، ص32.
[3]- محمود شيت خطاب، مرجع سابق ، ص51.
[4]- المرجع نفسه ، ص104.
التسميات
عمر بن الخطاب