التبعية.. عملية تحرر اقتصادي واجتماعي وثقافي وسياسي من أجل أن يستعيد المجتمع السيطرة على شروط تجدده وإتاحة الفرصة للإرادة الوطنية لممارسة مفعولها في صنع التنمية

التبعية كما يقول د. إبراهيم العيسوي هي ظرف موضوعي تشكل تاريخياً، ينطوي على مجموعة علاقات اقتصادية وثقافية وسياسية وعسكرية، تعبر عن شكل معين من أشكال تقسيم العمل على الصعيد الدولي، يتم بمقتضاها توظيف موارد مجتمع معين المجتمع التابع والمتخلف بخدمة مصالح مجتمع آخر أو مجتمعات أخرى تمثل مركز أو قلب النظام الرأسمالي العالمي.

وتؤدي أوضاع التبعية الى تعطيل الإرادة الوطنية للدولة التابعة وفقدانها السيطرة على شروط إعادة تكوين ذاتها أو تجددها.

ففي الدول التابعة يتم رسم سياسات التطوير الاقتصادي والاجتماعي انطلاقاً من احتياجات النمو الرأسمالي في الدول الرأسمالية المهيمنة، بحيث تبقى البنية الاجتماعية - الاقتصادية للدولة التابعة بنية متخلفة، فاقدة للتكامل الذاتي تتسع فيها الشقة بين هيكل الإنتاج وهيكل الاستهلاك، مفتقرة الى عناصر التجدد الذاتي، كما هو اقتصادنا ومجتمعنا الفلسطيني في هذه المرحلة حيث نستهلك ما لا ننتج، فالتبعية إذن هي جوهر التخلف.

وإن التنمية - كمشروع وطني حضاري - هي نقيض التخلف، وهي في التحليل النهائي عملية تحرر اقتصادي واجتماعي وثقافي وسياسي من أجل أن يستعيد مجتمعنا الفلسطيني السيطرة على شروط تجدده من ناحية، ومن أجل إتاحة الفرصة للإرادة الوطنية لممارسة مفعولها في صنع التنمية ارتباطا مباشراً وحتمياً بالبعد العربي القومي من حولنا.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال