لقد اختلف المؤرخون حول تسمية بئر السبع، وتعددت الروايات، فمنهم من قال: إنها اسم لأقدم الأماكن في فلسطين، يتألف منه التخم الجنوبي في تلك البلاد، حفر إبراهيم بئراً هناك وسماه بهذا الاسم ومعناه بئر الحلف، لأنه حلف هناك هو وأبيمالك ملك الفلسطينيين، وقد ثبت ذلك الحلف بإقامة سبع نعاج من الغنم وحدها شهادة لإبراهيم بأنه هو الذي حفر ذلك البئر.
وهناك من رأى إنها سميت كذلك بالنظر لوجود سبعة آبار فيها، ومن هؤلاء مؤلفو الموسوعة البريطانية وهذا خطأ في نظرنا، إذ لم يكن فيها سوى بئر واحدة.
إن قصة العتاب الذي جرى بين سيدنا إبراهيم وبين أبيمالك ملك الفلسطينيين من أجل هذه البئر، والميثاق الذي قطعاه لدليل واضح على أن اسم الموضع (بئر سبع) لا (بئر السبع) وبئر السبع هي قرية عمرو بن العاص من فلسطين بالشام وبها بعض أهله.
ومدينة بئر السبع عاصمة النقب تقع في شمالي النقب، وتعتبر بوابة للنقب بكامله.
تقع على بعد 50 كيلو متراً جنوبي شرقي مدينة غزة، وعلى بعد حوالي 40 كم غربي مدينة عراد.
وقد نمت بسرعة، فبعد أن كانت قرية صغيرة لا يزيد عدد سكانها عن 300 شخص في عام 1902 ارتفع عدد سكانها إلى نحو سبعة آلاف نسمة في عام 1948 معظمهم من المسلمين وقليل من المسيحيين.
أكبر مدن النقب والمدينة الرئيسية فيها، ومن حيث عدد السكان فترتيب بئر السبع هو المدينة السادسة في إسرائيل.
وتاريخ هذه المدينة عريق والآثار الموجودة فيها وبالقرب منها تشهد على وجود بلدة دائمة في هذا المكان في العصور المختلفة.
وكان الحاكم الأول لمدينة بئر السبع هو إسماعيل بيك الذي نصب له خيمة في المكان المعد لبناء المدينة وذلك على أرض تم ابتياعها من البدو.
في سنة 1900 أعاد العثمانيون بناء المدينة. فقد أرادوا تعزيز حكم الإمبراطورية على هذه المنطقة وإخضاع البدو للنظام والقانون. فبنيت شوارع المدينة واسعة، وبطريقة متقاطعة، ومتعامدة أي : شوارع متوازية ومتقاطعة طولاً وعرضاً.
وقد أقيمت فيها مبان عامة كبيرة وملفتة للانتباه منها : السرايا، مقر الحاكم، ومحطة قطار، ومطحنة قمح، وخزانات مياه، وبريد، ومسجد، وبناية البلدية، ومدرسة خاصة لأبناء شيوخ البدو.. في فترة القائم مقام (آصف بيك) 1902 طورت في المدينة خدمات إضافية للجمهور وأيضاً حدائق عامة.
في سنة 1917 احتل الإنجليز المدينة، وفي فترة حكمهم كانت تعتبر المدينة أنها مركز مديني، وحكومي واقتصادي للواء النقب، وأقيمت المصانع، والمعامل والمؤسسات العامة، وحفرت فيها آبار ارتوازية إضافية، وعبدّت الشوارع الجديدة.
وهناك من يقول: إن فترة الحكم البريطاني لم تهتم بأمور البدو الاقتصادية، والتعليمية والاجتماعية، ولكنها اهتمت بجمع الضرائب وتثبيت الحكم.
أقام الحكم البريطاني محاكم عشائرية تتكون من واحدٍ وعشرين شيخاً كقضاة، كل ثلاثة يكونون هيئة محكمة، وطريقة الحكم حسب العرف البدوي بشرط أن لا يتعدوا العدل والأخلاق.
في سنة 1948 احتل الجيش الإسرائيلي المدينة في إطار حرب الاستقلال.
التسميات
نقب