أهمية الشورى وحجيتهـا.. وسيلة للكشف عن كفاءات الأفراد وقدراتهم، ولتدريب الكوادر وصقلها في مجال إدارة الأمور المختلفة وتصريفها

إن الشورى مبدأ هام من المبادئ الإسلامية التي تعالج قضايا الأفراد والمجتمع وشؤون الحكم (ذلك لأنها الطريق السليم التي يتوصل بها إلى أجود الآراء والحلول، لتحقيق مصالح الأفراد والجماعات والدول) ([1]).

وهي تقلل من فرص الخطأ والإهمال، وتؤكد سلامة الرأي المنبثق عنها، وخلوه من حظوظ النفس وزيغ الهوى.

وقد قال تعالى في إشارة لمكانة الشورى ودرجتها بين العبادات، ومادحاً لأهلها الذين يمارسونها في حياتهم {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}{الشورى: 38}.

وقال تعالى مخاطباً رسوله المعصوم العادل الأمين: (...وشاورهم في الأمر) "آل عمران:159"، وقال عمر بن الخطاب رضي اله عنه: (لا خير في أمر أبرم من غير شورى)([2]).

وهي وسيلة للكشف عن كفاءات الأفراد وقدراتهم، ولتدريب الكوادر وصقلها في مجال إدارة الأمور المختلفة وتصريفها.

وهي حجة وملزمة، لأن الله تعالى أمر بها وأوجبها، ولأن الرسول (ص) عدل عن رأيه - وهو المؤيد بالوحي- وأخذ برأي الأغلبية المنبثق عن الشورى عند مخرجه لغزوة أحد، ولأن الرأي المتمخض عنها أشبه بالإجماع، فلا يجوز العدول عنه للأخذ برأي الفرد أو رأي الأقلية.

أما قوله تعالى (... وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين) "آل عمران: 159"، فأرجح الأقوال إنه يعني: إذا عزمت على التنفيذ بعد المشورة وفي إطار نتيجتها فتوكل على الله وامضي في التنفيذ ([3]).

[1] - د. محمد عبد القادر أبو فارس، النظام السياسي في الإسلام، ص80.
[2] - المرجع نفسه ، ص 83.
[3] - انظر: المرجع السابق، ص81-ـ90، وفقه السيرة النبوية للبوطي.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال