تعريف الشعر عند نقاد العصر الحديث.. طه حسين. عباس محمود العقاد. ميخائيل نعيمة. عز الدين إسماعيل

ما هو الشعر؟

الأصل اللغوي لكلمة شعر هو ما أشعرك أي ما أثار مشاعرك، ويعرفه  قدامة بن جعفر في كتاب (نقد الشعر) بقوله: " الشعر قول موزون مُقفى يدل على معنى"، وهذا التعريف قاصر لأن الناقد ركَّز فيه على الجانب الموسيقي وأهمل الجوانب الأخرى.
أمَّا النُقاد في العصر الحديث فقد انقسموا في مفهومهم للشعر إلى قسمين، قسم يتمسك بُعرى الثقافة العربية القديمة، وقسم متأثر مفتون بالثقافة الغربية.
ووُجدَ بينهما فريق ثالث يحاول المواءمة بين الثقافة العربية و الثقافة الأجنبية.

تعريف الشعر عند نقاد العصر الحديث:


1- تعريف طه حسين:

الشعر هو الكلام المقيَّد بالوزن و القافية والذي يُقصد به إلى الجمال الفني الذي يلائم ذوق العصر ويتصل بنفوس الناس.
ويعرّفه ثانية باختصار قائلاً: "لغة مُنغمَّة انفعالية مُثيرة للعواطف تنبع من وجدان الشاعر وأحاسيسه".

2- عباس محمود العقاد:

يتفق العقاد مع طه حسين في الاهتمام بالوزن و القافية و الاهتمام بالجانب النفسي، والشعر عنده تجربة ذاتية تنبع من أعماق الشاعر يعبر فيها عمَّا يحس ويشعر وليست شيئًا مفروضًا عليه من خارج ذاته.

3- ميخائيل نعيمة:

يعرِّف الشعر بأنه "هو لغة النفس التي تُساق في عبارة  جميلة التركيب موسيقية الرنة."
و يختلف ميخائيل نعيمة مع طه حسين والعقاد في أهمية الوزن حيث يرى العقاد أن الموسيقى من ضرورات الشعر ولوازمه في حين يقول ميخائيل نعيمة: " فلا الأوزان ولا القوافي من ضرورات الشعر، كما أنَّ المعابد والطقوس ليست من ضرورات الصلاة والعبادة، فربَّ عبارة نثرية جميلة التنسيق موسيقية الرنة كانَ فيها مِنْ الشعر أكثر مما في قصيدة من مائة بيت" وميخائيل نعيمة لا ينكر أهمية الوزن لكنه يرى أنَّه يلي عنصر الوجدان والعاطفة، فالشعر عنده شكل ومضمون، وفي رأيه سبقت الأفكار والعواطف في الوجود.

فالأوزان نشأت نشوءًا طبيعيًا وكان سبب ظهورها ميل الشاعر إلى تلحين عواطفه وأفكاره، لذلك لحقَ الوزن بالشعر و نما معه نموًا طبيعيًا.
ونلحظ على التعريفات السابقة - وأصحابها مِنْ أقطاب مدرسة التجديد في الأدب العربي - أنها برغم اختلافها تتفق على أنَّ الشعر كلام منغم مثير للعواطف.

4- عز الدين إسماعيل:

الشعر لغة تركيبية بينما النثر لُغة تحليلية.
الألفاظ ملك لجميع الناس لكنَّ اللغة في الشعر تبدو تركيبية و ذلك لأنَّ التركيب عملية يقتضيها العمل الشعري، في حين أن الناثر في حاجة للتحليل و هكذا نرجع لفكرة أولية تقول أن الشعر انفعال, والنثر تفكير.

وطبيعة الانفعال أنه ينتقل جملة ولا يثبت للتحليل إلا في يد الدارس، فالشعر وحدة متنقلة لا تتكون في النفس على نحو ما يتكون التفكير المنطقي المنظم.
ولا هي تتبع الطريق الذي يسلكه ذلك التفكير في صورة لفظية تحليلية.
و تجربة الشاعر وحدة تدفعه إلى انتاج تركيب مُعين و هو يستخدم في ذلك اللغة.
وإذا نحن وضعنا هذا في الاعتبار يتضح لنا الخطأ في محاولة فهم طبيعة الشعر من خلال نثره، كما يفعل البعض حين ينقلون القصيدة من صورتها الشعرية إلى صورة النثرية.
ويعدُّ هذا قتلاً للشعر.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال