الشورى والديمقراطية.. تنظيم الناس شؤون حياتهم وتصريف أمر دنياهم ونظام حكمهم وفقاً لأمر الله ولثوابت الشريعة الإسلامية

إن الشورى التي نعني ليست هي رديف الديمقراطية التي يمارسها الناس اليوم - وإن كانت هذه من تلك - أي أن الديمقراطية التي ينادي بها الناس اليوم تدخل في مفردات الشورى وحيثياتها، إذا أحسن أعمالها بجد وصدق.

أما المفهوم السائد للديمقراطية والذي يعني: حكم الشعب بالشعب إلى الشعب دون قيد، فهو يتعارض مع الشورى التي تعني أن ينظم الناس شؤون حياتهم، وتصريف أمر دنياهم ونظام حكمهم وفقاً لأمر الله ولثوابت الشريعة الإسلامية التي لا تقبل الحذف أو التعديل أو الإضافة.

لذا فإن الديمقراطية إذا تم تقييدها بما لا يخرج عن أمر الله، أولا يؤدي لنقض ثوابت حكمه، فإنها تحمل معنى الشورى، وتندرج فيها ولا عبرة بالاسم إذا صلح المسمى، لأن الإسلام يهتم بالمقاصد والنوايا دون النظر إلى الأشكال والصور والعلامات.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (ص): (إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم) رواه مسلم ([1]).

وعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ... إلخ) متفق عليه([2])
[1]- الإمام النووي، رياض الصالحين، ص38.
[2]- المرجع السابق، ص35-36.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال