التعليم والمتغيرات الثقافية.. سيناريو بقاء الأوضاع التربوية العربية على ما هي عليه سيحمل الكوارث ويؤدي الى إضعاف شديد للأمة

على قمة هذه المتغيرات موضوع الهيمنة الثقافية الأحادية، وبالتحديد الأمريكية، على العالم كله، ومن ضمنه الوطن العربي.

غير أن هذه الهيمنة ستكون مضاعفة عندنا، فإضافة الى ترسيخ نمط التفكير والعيش والنظرة الأمريكية للاقتصاد والسياسة التي تفرض على العالم كله مطلوب منا نحن التخلي عن ثوابت ثقافية إسلامية وعربية كثيرة ليس هنا مجال الخوض فيها.

إن القوة الهائلة في فرض أي ثقافة أصبحت تكمن في القدرات الهائلة للتكنولوجيا نفسها التي أصبحت بذاتها قادرة على تحطيم المقاومة وبناء الاستعدادات النفسية والذهنية عند الفرد.

ولما كنا متخلفين في هذا الحقل فان قضيتنا مع المتغيرات الثقافية أصبحت بالغة التعقيد وحاملة تحديات كبيرة، خصوصاً للحقل التربوي المترابط معها مباشرة. تلك في رأيي، وباختصار شديد، هي أهم المتغيرات التي سنحتاج الى فهمها ثم التعامل معها.

مستقبل التربية العربية لقد قامت عدة جهات بدراسة سيناريوهات للتعليم في الوطن العربي، من أبرزها مشروع مستقبل التعليم في الوطن العربي الذي أعده منتدى الفكر العربي في عمان، والعديد من الدراسات المستقبلية التي قام بها مركز دراسات الوحدة العربية.

وبالطبع فإنها جميعاً تحتاج الى مراجعة تأخذ بعين الاعتبار المتغيرات العالمية والعربية التي عصفت بالوطن العربي في العشر السنوات الماضية. لكن من المؤكد أن سيناريو بقاء الأوضاع التربوية العربية على ما هي عليه سيحمل الكوارث ويؤدي الى إضعاف شديد للأمة.

إذًا فالسيناريو الذي سنضعه أمامكم هو بديل لا غنى عنه ويحتاج الى أن تنصب كل الجهود الوطنية والقومية للأخذ به حتى لو كان على مراحل وبالتدرج، خصوصاً في الأقطار العربية الضعيفة الإمكانيات في القدرات الاقتصادية والبشرية.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال