تمهين التعليم.. إلمام واقتناع بأخلاق وسلوكات المهنة بما فيها الحرية الأكاديمية وخصوصاً في المستوى الجامعي

إن المعلم هو المدخل الرئيسي لأي تطوير تربوي جذري وتمهينه هو المدخل لإعداده. منذ ما يقرب من ربع قرن وأنا أنادي باتخاذ خطوات تؤدي الى أن تصبح مهنة التعليم من المهن الموقرة كمهن الطب والهندسة والمحاماة وغيرها.

ولا يسمح الوقت لإبراز مدى توافر متطلبات تلك التسمية.
ولكني سأركز في متطلبات إعداد المعلم وعضو هيئة التدريس في الجامعة ليكونا مهنيين.

1- أن يحصل الاثنان على دراسة أكاديمية شاملة وعميقة في المادة المعرفية التخصصية التي سيدرسانها مستقبلا.

2- أن يكون لدى الاثنين خلفية ثقافية عامة من خلال دراسة ما يسمى المواد الثقافية الإنسانية (البعض يسميها الليبرالية) المشتركة بما فيها الدراسات الاجتماعية والأدبية والتاريخية والسياسية والفلسفية والدينية والعلمية - التقنية.
وهي مدخل لترسيخ ثقافة العقل والاستنارة والعدالة والقيم الرفيعة عند التلاميذ.

3- أن يحصل الاثنان على دراسات أساسية تربوية، وهي معروفة.
4- أن يكون لديهما إلمام كاف بتكنولوجيا التعلم والتعليم بما في ذلك الكمبيوتر والإنترنت وهذا سيساعدني على ترسيخ ممارسة التلاميذ للتعلم الذاتي.

5- أن يكون لديهما إلمام واقتناع بأخلاق وسلوكات المهنة، بما فيها الحرية الأكاديمية وخصوصاً في المستوى الجامعي.
6- أن يدخلا برنامجاً تدريبياً مدة سنة أو سنتين مماثلاً لبرنامج تدريب طبيب الامتياز.

7- أن يكون لديهما، وعلى الأخص أستاذ الجامعة، الإلمام بأساسيات البحث العلمي. وبالطبع كما في كل المهن الأخرى، سيمارسان التعليم والتدريب المستمرين طوال حياتهما المهنية وسيخضعان لاجتياز امتحانات تقييمية دورية للتأكد من بقاء المستوى المهني في مستويات عليا.

في اعتقادي أنه من دون هذا الانتقال النوعي الجذري في تهيئة المعلم وأستاذ الجامعة فان كل الإصلاحات الأخرى، إن تمت، ستتم في مستويات متواضعة ومنقوصة وستكون مؤقتة تتساقط بمرور الزمن.

إن التمهين سيعني احتراماً مجتمعياً للمعلم وسيعني رواتب عالية ومجزية، ولكنه سيعني أيضاً تحقيقا حقيقيا، وليس ظاهرا، لكل الأهداف التربوية التي سيضعها المجتمع وعلى رأسها أن تكون التربية مدخلاً للتجدد الثقافي الدائم وللنمو الاقتصادي والاجتماعي والسياسي المستديم.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال