التعليم في القدس الشريف.. إلغاء المناهج الدراسية العربية المطبقة وتطبيق المناهج المطبقة في المدارس العربية في المناطق المحتلة عام 1948

كان التعليم بالقدس الشريف في العهود التي سبقت العهدين الأيوبي والمملوكي يتم في الجوامع والمساجد، كما كان الحال في بلدان العالم الإسلامي الأخرى، وإن كانت هناك أمكنة خاصة تدرس فيها مواد غير العلوم الدينية.
أما المدرسة بمفهومها الحديث فقد ظهرت تقريباً في العهد النوري في بلاد الشام والذي يعتبر العهد الأيوبي امتداداً له، فقد ظهرت المدرسة ربما بتأثير المدرسة النظامية في بغداد التي أنشأها الوزير السلجوقي نظام الملك، على أية حال لقد أصبح للمدرسة في العهد النوري والعهود التي تلـته بـناء خـاص وأصبح لها مـنهاج ومشايخ وطلاب علم، كما خصِّصت لها الأوقاف للإنفاق عليها ودفع مرتبات العاملين فيها من مشايخ ومدرسين.
لقد كانت أغلب المدارس داخـلية يقيم فيها الطلاب ويتناولون طعامهم ويتلقون فيها العلم وكان المشايخ والمدرسون يستفيدون مما تقدمه تلك المدارس من جرايات.
ظل التعليم العربي في القدس الشريف في تطور مستمر حتى اغتصابها من قبل الصهاينة عام 1967 حيث اتخذت السلطات الإسرائيلية في أغسطس عام 1967 عدداً من القرارات المتعلقة بالتعليم العربي بالقدس فقد قررت إلغاء المناهج الدراسية العربية المطبقة وتطبيق المناهج المطبقة في المدارس العربية في المناطق المحتلة عام 1948، سيما بعد الضم غير الشرعي لمدينة القدس إلى المناطق العربية المحتلة عام 1948، مع أن مدير التعليم ومدراء المدارس والمدرسين والطلاب بالقدس رفضوا تطبيق التنظيمات الإسرائيلية وانخفض بذلك عدد المدارس والطلاب والمدرسين.
وإزاء ذلك أظهرت السلطات الإسرائيلية بعض اللين ومن مظاهره سماحها للمدارس الأهلية الدينية بالاستمرار في تطبيق البرامج العربية، إلا أن ضيق استيعاب تلك المدارس وارتفاع أقساطها أدى في النهاية إلى أن يرضخ بعضهم إلى تلك التنظيمات الإسرائيلية في حين التحق أكثر الطلاب بمدارس الضفة الغربية العربية إلا أنهم منعوا بعد ذلك، وإزاء احتجاجات السكان العرب في القدس العربية لمنع أبنائهم من التعليم العربي الذي يعني حرمان أبنائهم من التعليم بالجامعات العربية والعمل في الدول العربية، عادت السلطات الإسرائيلية وسمحت للطلاب العرب من القدس بالالتحاق بمدارس الضفة الغربية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال