المفهوم الحديث للمنهج.. جميع الخبرات التربوية التي تهيئها المدرسة للطلبة داخل المدرسة وخارجها لغرض مساعدتهم على النمو الشامل في النواحي جميعها وتعديل سلوكهم طبقاً لأهدافها التربوية

المفهوم الحديث للمنهج:

ظهر هذا المفهوم رد فعل للانتقادات التي وجهت الى المفهوم القديم للمنهج، وكان تطور العلوم الحديثة والثورة الصناعية وما صاحبها من ثورات اجتماعية أدت الى تغيير النظرة الى طبيعة المجتمع والمعرفة.
فالمنهج الحديث هو "جميع الخبرات التربوية التي تهيئها المدرسة للطلبة داخل المدرسة وخارجها لغرض مساعدتهم على النمو الشامل في النواحي جميعها وتعديل سلوكهم طبقاً لأهدافها التربوية".
أو هو "جميع الخبرات التعليمية التي يتم تخطيطها أو الإشراف على تنفيذها من جانب المدرسة لتحقيق أهدافها التربوية".

نقاط أساسية في المفهوم الحديث للمنهج:

كما أن المنهج الحديث يعتبر مجموعة من الخبرات العلمية والتربوية والثقافية والاجتماعية التي تتهيأ للطلاب داخل المدرسة وخارجها بقصد النمو الشامل...، وتلاحظ على المفهوم الحديث للمنهج نقاط أساسية عدة منها:
  • يوسع مـن مسؤولية المدرسـة ويلقي عليها أعمالاً إضافية إذ إن الخبرة ليست قاصرة على ما يحدث داخل الصف إنما تمتد لتشمل مواقف خارج المدرسة مثل الرحلات التعليمية.
  • المنهج الحديث لا يقتصر علـى مجرد الاهتمام بالجوانب المعرفية لـدى الطلبة فقط وإنما يهتم بالنمو الشامل للشخصية بجوانبها المتعددة.
  • المنهج الحديث مرن قابل للتعديل والتغيير بناءاً علـى ما يستجد فـي مجال المعرفة والعلم من اكتشافات ونظريات.
  • يكسب الطلبة مهارات متنوعة للتعامل مع المشكلات التي قد تعترضهم في أثناء حياتهم.
  • تنوع طرائق وأساليب التدريس بتنوع خبرات المنهج.

السمات الأساسية للمفهوم الحديث للمنهج في التربية:

المفهوم الحديث للمنهج في التربية يرتكز على رؤية متقدمة لعملية التعليم والتعلم. يتميز المنهج الحديث بالتركيز على تطوير قدرات الطلاب ومهاراتهم العقلية والاجتماعية والعاطفية، وتعزيز التفكير النقدي والإبداع والاستقلالية.
فيما يلي بعض السمات الأساسية للمفهوم الحديث للمنهج في التربية:

- التوجيه البناء على المهارات:

يهدف المنهج الحديث إلى تطوير مجموعة متنوعة من المهارات لدى الطلاب، مثل التفكير النقدي وحل المشكلات والتعاون والاتصال الفعال. يتم تصميم الأنشطة والتجارب التعليمية لتعزيز تلك المهارات وتطويرها.

- التعلم النشط والمشاركة الفعالة:

يشجع المنهج الحديث على التعلم النشط والمشاركة الفعالة للطلاب في عملية التعلم. يتم توفير فرص التفاعل والتعاون والتجارب العملية التي تشجع الطلاب على بناء المعرفة وتطبيقها في سياقات الحياة الحقيقية.

- التكنولوجيا التعليمية:

يُعَزَز استخدام التكنولوجيا في المنهج الحديث، حيث تُعَد وسائل التكنولوجيا منصة مهمة لتعزيز التفاعل والابتكار في التعلم. يمكن استخدام الوسائط المتعددة والتطبيقات التعليمية والأدوات التفاعلية لتعزيز مشاركة الطلاب وتوفير فرص تعلم متنوعة وملائمة.

- التنوع والشمولية:

يُعَزَز المنهج الحديث قيمة التنوع والشمولية في التعلم. يُعتبر احترام الثقافات المختلفة وتعدد الطرق التعليمية وتوفير بيئة تعليمية شاملة لجميع الطلاب مكونًا أساسيًا في المنهج الحديث.

- التقييم الشامل:

يركز المنهج الحديث على التقييم الشامل لتقييم تحصيل الطلاب وتطويرهم. يتضمن ذلك استخدام أدوات التقييم المتنوعة، مثل الاختبارات والمشاريع والأنشطة العملية والملاحظات المستمرة، لقياس التقدم وتقدير تحصيل الطلاب بشكل شامل.

يهدف المنهج الحديث في التربية إلى تطوير الشخصية الشاملة للطالب وتمكينه من مواجهة تحديات المجتمع وتحقيق التفوق في مختلف جوانب الحياة. يتطلب تنفيذ المنهج الحديث التعاون بين المعلمين والمعلمات والأهل والمجتمع المحلي لضمان توفير بيئة تعليمية محفزة وداعمة لتعلم الطلاب.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال