التجربة العربية الإسلامية في إدارة القدس.. الاعتراف بحق أهل الكتاب، يهود، ومسيحيين، في العيش المشترك في المدينة المقدسة، وحقهم في إقامة شعائرهم

تتميز التجربة العربية الإسلامية في إدارة القدس منذ الفتح العمري، في أنها تقوم على الاعتراف بحق أهل الكتاب، يهود، ومسيحيين، في العيش المشترك في المدينة المقدسة، وحقهم في إقامة شعائرهم في أماكنهم المقدسة، فلقد أبطل المسلمون القرار البيزنطي الذي يقضي بمنع اليهود من دخول القدس، وأمنَّوا المسيحيين على أموالهم وأنفسهم، وكنائسهم، كما هو واضح في العهدة العمرية.
ولقد كرَّر صلاح الدين السلوك العمري نفسه عند دخوله القدس عام 1187م، على الرغم من مرارة التجربة الصليبية، فجعل المدينة مفتوحة لأبناء الديانتين، المسيحية، واليهودية، لإقامة شعائرهم الدينية في دور عبادتهم، وشجع المسيحيين العرب، والمسيحيين الشرقيين، الذين اضطهدتهم الفرنجة، على الإقامة في القدس، وظلت تلك المبادئ القائمة على قاعدة الاعتراف بالآخر، ومبدأ العيش المشترك، هي الإطار الناظم للاجتماع البشري في القدس، حتى طرق باب فلسطين المشروع الصهيوني الذي اتخذ موقفاً إقصائياً، لصالح تهويد القدس ليكرر بذلك التجربة الصليبية، سيئة الذكر والمصير.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال