الغارات المغولية وغارات البدو على القدس.. غارة الملك غازان بن أرغون وغارة تيمورلنك. تكرار الفتن وكثرة انتشار قطاع الطرق أيام القحط

من الحوادث التي تعرضت لها مدينة القدس في العهد المملوكي الغارات المغولية. كانت تلك الغارات التي لحقت أضرارها المدن الشامية كلها منها: غارة الملك غازان بن أرغون الذي استولى على دمشق وغزة والقدس وبلاد الكرم وغنم شيئاً عظيماً على حد قول المؤرخ ابن الوردي، وغارة تيمورلنك الذي احتل دمشق.
وعلى الرغم من أنَّ الظروف لم تسمح له باحتلال القدس فقد وصلت إليها فظائعه وتخوَّف الناس وفزعوا فزعاً بالغاً فاجتمع علماء القدس واختاروا من بينهم الشيخ الصالح المتعبد محمد فولاد بن عبد الله وجهزوه بمفاتيح الصخرة المشرفة ليقدمها إلى تيمورلنك علَّه يرق ويأمر بمعاملة المدينة معاملة حسنة عند احتلالها. ولما كان الشيخ في طريقه إلى دمشق علم بجلاء تيمورلنك عنها فعاد مبشراً ومهنئاً.
وهناك غارات البدو التي كانت تقيم في المناطق المحيطة بالقدس. تلك الغارات التي كانت سببا في تكرار الفتن وكثرة انتشار قطاع الطرق وكانت تكثر أيام القحط، فيذكر المقريزي أنه في عام 748هـ/1346م انتشر الغلاء وارتفعت أسعار المبيعات في المناطق المجاورة للقدس إلى ثلثي ثمنها فقام البدو بغارات شديدة على مدينة القدس وأحدثوا فيها النهب والسلب.
ويصف الحنبلي هذه الغارات بقوله «فدخلوا المدينة (أي البدو) ونهبوا ما فيها على آخره إلا القليل منها وخربت أماكن... وكانت حادثة فاحشة لم يسمع بمثلها في هذه الأزمنة».
وعندما أراد نائب القدس ناصر الدين بن أيوب عام 885هـ/1480م أن يضع حداً لتلك الغارات التي يقوم بها البدو قبض على بعض أفراد من بني زيد وقتلهم فكان رد الفعل الانتقامي عنيفاً حيث قاموا بحشد القبائل وهجموا على القدس فهرب النائب ودخلوا المدينة وكسروا أبواب السجن ونهبوا المتاجر، فشرع العرب في قطع الطرق وإيذاء الناس وحصل الإرجاف في الناس وأغلقت الأسواق والمنازل خشية النهب وكانت فتنة فاحشة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال