توزيع التساقط على سطح الأرض.. الأمطار أكثر غزارة في الاقاليم الاستوائية وذات كمية معتدلة في العروض الوسطى وقليلة في العروض القريبة من المدارين والمناطق القطبية

بالنظر للعلاقة الوثيقة بين الانهار وكمية وطبيعة التساقط على جهات اليابسة المختلفة لا بد من التطرق بشيء من الايجاز الى الصفات العامة لتوزيع التساقط على سطح الأرض، وتظهر الملاحظات التالية:

1- تزداد الأمطار غزارة بشكل خاص في الأقاليم الاستوائية وتكون ذات كمية معتدلة في العروض الوسطى وتقل كمية الامطار في العروض القريبة من المدارين وكذلك في المناطق القطبية.

2- تكون الجهات الغربية من القارات جافة في العروض المدارية في حين تتميز السواحل الشرقية الواقعة في العروض نفسها بانها رطبة.

وتنعكس الآية في العروض العليا حيث تكون سواحل القارات الغربية ذوات تساقط كبير قياسا الى كمية التساقط على السواحل الشرقية الواقعة معها على دوائر العرض نفسها.

3- تستلم الأقاليم الجبلية المرتفعة المواجهة للرياح كميات اعظم من السفوح الواقعة في ظل المطر وكذلك تكون كمية الامطار الساقطة على تلك السفوح اكبر من تلك التي تنزل على المناطق الواطئة المجاورة لها.

4- تقل كمية التساقط كلما توغلنا الى داخلية القارات لابتعادنا عن المحيط المصدر الرئيسي لبخار الماء في الغلاف الجوي.

5- تستلم الجهات الساحلية المواجهة للرياح القادمة من المحيط كميات من التساقط أكبر بكثير من السواحل التي تخرج الرياح منها باتجاه المحيط.

6- تزداد كميات التساقط على الجهات الساحلية التي تمر بالقرب منها تيارات بحرية دافئة وتقل كمية التساقط على السواحل التي تمر بالقرب منها تيارات محيطية باردة.

يختلف توزيع كمية التساقط من مكان الى آخر على سطح الارض كما بينا ذلك في اعلاه كما ويختلف من حيث وقت سقوطه وتوزيعه خلال فصل المطر.

ويؤثر هذا بطبيعة الحال على حجم وطبيعة الانهار وعلى مقدار العمل الجيومورفولوجي الذي تقوم بادائه، اذ لا تتلقى المناطق الصحراوية إلا كميات ضئيلة من التساقط.

فعلى سبيل المثال تبلغ كمية التساقط السنوي في مدينة القاهرة حوالي 3سم وفي ليما في بيرو حوالي 5 سم، وليم كريك في استراليا حوالي 13,7 سم، وفي يوما في اريزونا في الولايات المتحدة 8,3 سم.

وقد لا تسقط الامطار في بعض الأجزاء من صحارى اتكاما في شمال شيلي لفترة تتراوح 5 – 10 سنوات بشكل متواصل.

ولم تسجل أية كمية للمطر في مدينة كالاما الواقعة خلف السلاسل الساحلية في شمال شيلي.

وعلى النقيض من ذلك تستلم بعض الجهات من الكرة الارضية كميات كبيرة من التساقط وخاصة السفوح الجبلية التي تواجه الرياح الرطبة.

فعلى سبيل المثال تستلم محطة شرابونجي الواقعة على حافات تلال خاسي في مقاطعة اسام بالهند ما معدله 1079 سم من المطر سنويا.

ويعتبر جبل waialeale الواقع في جزيرة kawai في جزر هاواي مثلا آخر على مقدار الأمطار الغزيرة اذ يسقط عليه ما معدله 1206سم من المطر سنويا.

ويسقط على جبل اولمبيك في مرتفعات كاسكيد بالولايات المتحدة حوالي 370 سم من التساقط سنويا.

وعلى الرغم من ان للانهار تاثيرا عظيما في تكوين التضاريس حتى في المناطق الجافة وشبه الجافة الا انها تكون على اشد فعالياتها فوق الاقاليم ذوات المناخ الرطب في العالم.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال