لقد كان للتغيرات المناخية التي حصلت خلال البلايستوسين اثر مهم جدا في التضاريس الموجودة حاليا على سطح الارض.
ففي الفترات الجليدية التي حدثت فيه اثرت التعرية الجليدية على مساحات هائلة من سطح الارض تقدر بـ 25000000 كم 2.
كما لم يقتصر تاثير تلك الفترات على المساحات التي غطاها الجليد فعلا بل تجاوزها الى مساحات عظيمة اخرى حدثت فيها تاثيرات جانبية ناتجة عن انخفاض درجات الحرارة على الكرة الارضية كلها خلال الفترة الجليدية.
فقد زادت كمية الامطار في المناطق الصحراوية وبذلك ظهر عليها اثار لعمل نهري ما زال منطبعا فوقها بشكل وديان جافة.
كما ادى هبوط مستوى البحر خلال العصر الجليدي بدوره الى تكون ظواهر السواحل المرتفعة.
كما وتعرضت الانهار التي كانت تنتهي بالمحيطات انذاك الى ظاهرة اعادة الشباب وما يصحبها من ظواهر جيومورفولوجية خاصة.
ويحدث العكس في الفترات الدفيئة التي توجد بين كل فترتين جليديتين حيث تزداد مساحة الصحارى ويشتد عمل الرياح ويرتفع مستوى سطح البحر فوق مستواه الحالي وتتكون السواحل المغمورة ..الخ.
لذلك ولكي نستطيع ان نفسر وجود بعض التضاريس الحالية التي لا توجد عليها العملية التي كونتها لا بد من الرجوع الى الوضع المناخي والجيولوجي الذي كان سائدا في البلايستوسين كي نفهم ذلك.
فعلى سبيل المثال قد توجد مظاهر لتعرية جليدية فوق جبال لا توجد عليها اليوم اية ثلاجات البية، او قد توجد مدرجات نهرية على جوانب نهر ما.
ولا يمكن تفسير هذه الظواهر الا بالرجوع الى البلايستوسين ودراسة تاثير الجليد على تكوين مثل هذه الاشكال.
اضافة الى ما حدث من اثار ناجمة عن العصور الجليدية في البلايستوسين ففي هذا العصر تعرضت كثير من المناطق لحركات القشرة الارضية التي نشأ البعض منها خلال عصور سبقت البلايستوسين الا انها وصلت ذروتها فيه.
فقد اشتد نشاط هذه الحركات مثلا حوالي المحيط الهادي وهي مسؤولة الى حد ما عن التضاريس الموجودة عليها اليوم.
ولا يهتم الجيومورفولوجيين وحدهم بدراسة عصر البلايستوسين ودراسة خصائصه بل يشاركهم في اهتمامهم هذا متخصصون بعلوم اخرى مثل الجيولوجيين والاثاريين والانثروبولوجيين والهيدرولوجيين ...الخ.
التسميات
جيومورفولوجيا