المغاربة في القدس.. أبو العباس أحمد المرسي. أبي مدين شعيب بن الحسين. حارة المغاربة. المدرسة الأفضلية. زاوية المغاربة. الطريقة الشيبانية

جذبت القدس الكثير من المغاربة، وفي مقدمتهم الصوفية، في الفترة الأيوبية وما بعدها، وكان هؤلاء الزهاد والمتصوفة على قسمين، منهم من كان يمارس التصوف بشكل إفرادي، ومنهم من كان من أتباع طرق صوفية معروفة، من هؤلاء الزهاد محمد بن أحمد بن إبراهيم أبو عبد الله القرشي الهاشمي، المولود بالأندلس عام 1150م، ذهب إلى مصر، ثم غادرها ليقضي بقية حياته في بيت المقدس، ويدفن فيها، وقد عرفت القدس طرقاً أخرى من التصوف، مثل طريقة الشيخ أبي مدين شعيب بن الحسين (ت 594ه‍)، وقد كان أستاذ الصوفي الشهير ابن عربي، حيث نشر طريقته أحد أحفاده في القدس، فأقاموا لهم زاوية قرب باب السلسلة من الحرم القدسي، ووجدت زاوية لطريقة صوفية أخرى بالقدس، نظمها صوفي أندلسي آخر هو أبو العباس أحمد المرسي، الذي نشر في البداية طريقته الخاصة، في مدينة الإسكندرية.
اعتاد المغاربة أن يجاوروا الحرم القدسي، بقرب الزاوية الجنوبية، وهي أقرب مكان للمسجد الأقصى، فأوقف الملك الأفضل هذا المكان، كما أوقف لهم حارة سميت فيما بعد بـ "حارة المغاربة" بجوار سور المسجد الأقصى جهة الغرب عام 1193م، لتوفير المساعدة لهم، وتقديم الخدمات اللازمة لحجاج المغرب العربي، كما أنشأ لهم المدرسة "الأفضلية" بجوار حارة المغاربة، لتقديم الخدمات التعليمية لأهلها.
وفي العهد المملوكي، أوقف الشيخ المجاهد عمر المجرد بن شيخ الشيوخ بن عبد النبي المصمودي المغربي المالكي، عام 1304م "زاوية المغاربة" على الصوفية والمتعبدين، والتي أنشأها من ماله الخاص، الكائنة في حي المغاربة نفسه، واشتملت هذه الزاوية على عشرات الحجرات، ولقد عرفت القدس واحداً من أعلام الطرق الصوفية المغاربة الأندلسيين، وهو الشيخ القدوة خليفة بن مسعود المغربي المالكي (ت 784ه‍ -1382م) الذي كان من أصحاب الشطح، وكانت طريقته تُعرف بالطريقة الشيبانية، والتي كان شيخها في بلاد الشام إبراهيم بن تقي الدين الشيباني، الذي غادر القدس إلى دمشق، بعد أن ترك من يخلفه في طريقته، وكان يقف في مقدمتهم مسعود المغربي الذي نال في القدس شيئاً من التبجيل، وصار مقصداً للزائرين.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال