كان جزء كبير من الغرب الاسلامي (المغرب واسبانيا)، قد عرف في نهاية القرن 3هـ /9 م، استقلالا عن السيطرة العباسية في بغداد، فكانت الأسرة الإدريسية تمارس سلطتها في المغرب الأقصى، وما بين جبال نفوسة إلى سجلماسة، كانت هناك إمارات خارجية مستقلة.
وفي إفريقية كان الأغالبة وحدهم الباقون على تبعيتهم للعباسيين، (لكن بعد مرور مائة عام من الاستقلال كانت هذه التبعية مجرد شكلية) على المستوى الديني (ينبغي ان لا ننسى أن هناك تداخل بين المجالين الديني والسياسي في تاريخ الاسلام)، كان المغرب الاسلامي منقسما بين المذهب السني، حيث كانت القيروان إحدى قلاع المذهب المالكي، وبين المذهب الخارجي بمختلف طوائفه (الإباضية والصفرية).
أما المذهب الشيعي، فلا نجد له أثرا يذكر في بلاد المغرب، في تلك الفترة، فعلى الرغم من أن الأدارسة ينتمون إلى الأسرة العلوية، فإنه يبدو أن معتقدات المذهب الشيعي كانت قليلة الانتشار.
غير أنه في نهاية القرن 3هـ / 9م و صلت إلى بلاد المغرب طائفة الشيعة الإسماعلية، ومن العناصر الأساسية للعقيدة الشيعية الاعتقاد بأن إمامة الأمة الاسلامية هي حق لسلالة الرسول، من خلال ابنته فاطمة وزوجها علي، فالإمام الشيعي، خلافا للخليفة السني، ورث عن الرسول لا السيادة الدنيوية فحسب، بل وكذلك الحق الاستئثاري في تفسير الشريعة الإسلامية، باعتبار الأئمة معصومين لا يخطئون، وقد خلف علي ابنه الحسن، ثم ابنه الآخر الحسين، الذي استمرت الإمامة في سلالته.
وهناك عنصر آخر أساسي في مذهب الشيعة، وهو الاعتقاد أن آخر الأئمة الظاهرين لم يمت، بل لجأ إلى مكان خفي، سيخرج منه في الوقت المناسب، باعتبار المهدي المنتظر، الذي سيعيد الإسلام الحق، و يملأ الأرض عدلا، ويبعد الظلم و الطغيان.
وقد انقسم رأي الشيعة بخصوص من يكون آخر إمام ظاهر، ومن يكون أول إمام مستتر (المهدي).
فغالبية الشيعة، ترى أن الإمام المستتر هو الإمام الثاني عشر، (محمد) الذي اختفى عام 263هـ/878م، دون أن يترك خلفا، ويعرف أتباعها بالاثنى عشرية.
في حين ترى جماعة أخرى من الشيعة، أن الإمام المستتر، هو الإمام السابع، إسماعيل بن جعفر الصادق (المتوفي سنة 144هـ/760م)، ومن تم أخذت هذه الجماعة الإسماعيلية أو السبعية.
التسميات
تاريخ إسلامي