القدس في العهد المملوكي.. زيارة الظاهر بيبرس وسيف الدين قلاوون والناصر محمد بن قلاوون والأشرف قايتباي. أصبحت مركزا علميا مرموقا

حظيت القدس باهتمام السلاطين في العهد المملوكي وذلك لأسباب دينية.
ومن الطبيعي أن يقوم السلاطين بكل ما يقربهم من العامة والعلماء والفقهاء في ذلك العصر، كما إن الصراع الديني بين المسلمين والإفرنج واسترداد المدينة من قبل صلاح الدين أعطيا المدينة أي القدس أهمية خاصة.
وكان الظاهر بيبرس في طليعة السلاطين المماليك الذين اهتموا بالمدينة فقد زار مدينة القدس مرتين الأولى في عام 1262م والثانية في عام 1265م، كما زارها سيف الدين قلاوون والناصر محمد بن قلاوون والأشرف قايتباي، وأقاموا منشآت علمية كثيرة نجد بعضها لا يزال قائماً يدل على أنها كانت آية في الفن والعمارة.
لقد أقام المماليك بمدينة القدس أكثر من خمسين مدرسة وسبعة ربط وعشرات الزوايا، ومن مظاهر اهتمامهم بالقدس أن جعلوا منها عام 777هـ نيابة مستقلة تابعة للسلطنة بالقاهرة بعد أن كانت تابعة لنيابة دمشق.
أصبحت القدس في العهد المملوكي مركزاً علمياً مرموقاً يفوق المراكز العلمية في العالم الإسلامي فتوافد عليها طلاب العلم والعلماء والفقهاء من كل حدب وصوب.
وهذا ما تشير إليه كثرة المدارس في ذلك العهد، وما تؤكده الوثائق المكتشفة في الحرم القدسي الشريف التي تعود إلى العهد المملوكي والتي تشير إلى تلك المدارس وإلى الأوقاف الموقوفة عليها للإنفاق على الطلاب والمدرسين فيها وقد أشار الباحث إلى أهمية تلك الأوقاف عند الحديث عن التعليم في المعهد المملوكي بمدينة القدس ففي كثير من الأحيان كانت المدرسة تقفل أبوابها ويتوزع طلابها ومدرسوها عندما ينضب الوقف الذي كان موقوفاً عليها.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال