صلح الحديبية.. المسلمون يسيرون إلى مكة. قريش تشكك في نية رسول الله. بيعة الرضوان. إشاعة مقتل عثمان ورد الفعل. بنود ونتائج صلح الحديبية

المسلمون يسيرون إلى مكة: 
رأى رسول الله في الرؤيا أنه دخل وأصحابه مكة وطافوا بالكعبة وحلقوا وقصروا فأولها بأنه سيخرج لأداء عمرة.
وبعد المشورة خرج مع أصحابه الذين بلغ عددهم 1400 ونيفا إلى مكة بنية أداء العمرة، وكان معهم أسلحة بسيطة (السيوف في أغمادها).

قريش تشكك في نية رسول الله:
بعث رسول الله إلى قريش رسلا ليخبرها بسبب قدوم المسلمين ويطمئنها، فشككت قريش في نية المسلمين ورفضت السماح للمسلمين بدخول مكة رغم أن المهمة كانت سلمية وأن الشهر كان شهر حرام، فأبدى رسول الله مواقف خالدة في ضبط النفس ورحابة الصدر والحرص على السلم.

بيعة الرضوان:
حاولت قرش في مكة قدر استطاعتها أن تمنع رسول الله  وأصحابه من دخول مكة لأداء العمرة.
وقد دار بين الجانبين مفاوضات كثيرة، وانتهت تلك المفاوضات بإرسال رسول الله  عثمان بن عفان  سفيرًا للمسلمين إلى قريش للتفاوض معهم في أمر دخول المسلمين إلى مكة للعمرة.
فكان موقف قريش برغم اعتزازها بالكثرة والقوة شديدَ الضعف تجاه مطلب المسلمين.
وقد وقفت قريش حائرة تُقدِّم رِجلاً وتؤخِّر أخرى، وترسل الوسطاء الواحد تلو الآخر، وما استطاعت أن تأخذ قرارًا بحرب المسلمين، مع علمهم أن الرسول  وأصحابه لم يكونوا يحملون غير سلاح المسافر، وليس معهم عُدَّة حرب.
ومع كل هذه المفارقات بين قوة المسلمين وقوة المشركين، إلا أن المشركين حرصوا تمام الحرص على إتمام الصلح بينهم وبين المسلمين، وتجنبوا تمامًا أمر القتال، وقرار الصلح هذا لم يكن بسهل ولا يسير على قريش، وقد أخذ منها الوقت والجهد الكثير واليوم بعد اليوم، وما زال عثمان بن عفان  في داخل مكة ينتظره.

إشاعة مقتل عثمان ورد الفعل:
في أثناء انتظار عثمان بن عفان  قرار قريش، أشيع بين المسلمين أنه ما تأخر إلا لأنه قتل في مكة، وهذا يُعَدّ أمرًا خطيرًا ومخالفةً جسيمة للأعراف والقوانين.
وفور وصول هذه الإشاعة إلى أسماع النبي، تعامل معها بكل جدية وصرامة، فجمع رسول الله  المسلمين جميعًا، ثم عقد معهم بيعة، فاستجاب المسلمون وبايعوه تحت الشجرة وسميت هذه ببيعة الرضوان، وبايع رسول الله نيابة عن سيدنا عثمان، بعد انتهاء المبايعة رجع سيدنا عثمان سالما بعد إقناع قريش بسلامة نية المسلمين.

الصلح خير:
اتفق الطرفان على الصلح ووقعت بعض الخلافات حول بعض المصطلحات بسبب تعنت ممثل قريش سهيل بن عمرو ورفضه استعمالها.
تنازل رسول الله حرصا على السلم عن كتابة هذه المصطلحات: البسملة الإسلامية، رسول الله، وقع الصلح في الحديبية وهي قرية على مقربة من مكة حيث حوصر المسلمون ومنعوا من الدخول.

من بنود الصلح:
- توقيف القتال مدة عشر سنوات لتحقيق الأمن للناس.
- ترك الحرية لمن يريد الانضمام إلى حلف قريش أو إلى حلف المسلمين.
- رفض قريش عودة من يلتحق بها من المسلمين.
- لقريش الحق في استرجاع من يلتحق بالمسلمين من أبنائها.
- عودة المسلمين إلى المدينة على أن يرجعوا في العام القادم لأداء عمرتهم.

من نتائج الصلح: 
- تحقيق الأمن للناس وتمكين المسلمين من التفرغ للدعوة.
- توفير فرصة للمشركين للاطلاع على محاسن الإسلام واعتناقه مثل خالد بن الوليد وعمرو بن العاص.
- دخول الناس في دين الله أفواج.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال