ملامح البناء الدائري / الحلزوني في قصيدة أنا والمدينة لأحمد عبد المعطي حجازي

ملامح البناء الدائري / الحلزوني في القصيدة:
يدل هذا النوع من البناء على خيبة الأمل التي يشعر بها الشاعر، وعجزه عن إيجاد حل لمشكلته، فكل خطوة يقوم بها في سبيل الخروج من قوقعة مشكلته فهي خطوة من وإلى هذه القوقعة.

لذلك سرعان ما يجد الشاعر نفسه في نفس المكان فتكون البداية هي نفسها النهاية، وتجدر الإشارة إلى أن القصيدة في كليتها عبارة عن دائرة كبرى تبدأ وتنتهي بنفس العبارة (هذا أنا وهذه مدينتي)، وتتخللها دوائر صغرى نوضحها من خلال الأمثلة التالية:

1- ظل يذوب يمتد ظل:
نلاحظ هنا تكرارا للفظة (ظل) في بداية ونهاية السطر، ومن خلال هذا التكرار تم التقريب بين الفعلين (يذوب + يمتد) للدلالة على انتقال انسيابي بين مرحلتين متواليتين هما لحظة ذوبان الظل ولحظة امتداده، وهو انتقال ما كان ليحدث بهذا الشكل الانسيابي لو أن الشاعر قال مثلا: (ظل يذوب ظل يمتد).

- بدأته ثم سكت:
سكوت الشاعر بعد بدء الكلام دليل على عودته إلى لحظة ما قبل البدء بالكلام حيث كان ساكتا، مما يجعل البداية هي نفسها النهاية، ومن خلال ذلك يتضح النظام الدائري للقصيدة مرة أخرى.

3- من أنت يا ... من أنت:
عبارة من أنت رددها الحارس مرتين: في بداية السطر ونهايته، ويبدو أن لسانه سبقه إلى النطق بأداة الاستفهام قبل التفكير في المنادى الذي يخاطبه من يكون؟ وما اسمه؟ مما جعله يكون في مأزق وموقف محرج لم يخرج منه إلا بالاستدارة والرجوع إلى عبارة البداية (من أنت).

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال