التكرار في الشعر الجاهلي.. تناوب الألفاظ وإعادتها في سياق التعبير بحيث تشكّل نغماً موسيقياً يتقصّده الناظم في شعره. يفيد تقوية الصورة ويشيع في القصيدة جوا عاطفياً

التكرار عنصر مهمّ يرفد الفنّ الشّعري بموسيقى مؤثرة، وايقاع نغميّ جميل، ونقصد بالتكرار "تناوب الألفاظ وإعادتها في سياق التعبير، بحيث تشكّل نغماً موسيقياً يتقصّده الناظم في شعره".
والتكرار "يفيد تقوية الصورة، ويشيع في القصيدة جوّا عاطفياً".
وهو من مستلزمات فن الغناء.

وقد يكون التكرار بإعادة لفظة بعينها، وهذا النوع من التكرار يعيد إلى ذهن السّامع الصورة الموسيقية لكلمة سابقة، فمن ذلك قول الأسود بن يعفر النهشلي:
والبيض تمشي كالبدور وكالدّمى -- ونواعم يمشين بالأرفادِ
والبيض يرمين القلوب كأنّها -- أدحيّ بين صريمة وجمادِ
ينطقْن معروفاً وهنّ نواعم -- بيض الوجوه رقيقة الأكبادِ
ينطقْن مخفوض الحديث تهامُسا -- فبلغن ما حاولْن غير تنادي

وقد يخرج التكرار من إطار البيت الواحد إلى أكثر من ذلك، كقول قيس بن زهير:
أخي واللهِ خير من أخيكم -- إذا ما لم يجدْ بطلٌ مقاما
أخي والله خير من أخيكم -- إذا ما لم يجد راعٍ مساما
أخي والله خير من أخيكم -- إذا الخَفِراتُ أبْدين الخداما
قتلتُ به أخاك وخير سعد -- فإن حربا حذيفُ وإن سلاما

فالمتلقّي يحسّ بما يقصد الشّاعر من تأكيد الفكرة، فضلاً عن الايقاع الموسيقي المنتظم الناشئ من تكرار ألفاظ البيت الأول في البيت الثاني.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال