رواية الخروج واكتشاف العالم.. النسق البنائي للحكاية الشعبية. النوع الروائي الذي يؤدي فيه الخروج وظيفة شديدة الأهمية في السرد المعاصر هو ما يسمى برواية الصراع الحضاري

إن كل مغامرة خروج لاكتشاف النفس ومعرفة العالم وبذلك تذكرنا المغامرات بالنسق البنائي للحكاية الشعبية فكل حكاية كانت تبدأ بفعل الخروج حين يخالف الطفل الصغير نصائح الكبار فيهرب من منزله إلى العالم الواسع ويكتشف أن العالم ليس مكانا آمنا مثل منزله الجميل الذي تمرد عليه ولكنه يقاوم فكرة أن يعود مهزوما ويظل في البحث عن الحقائق التي يعرفها الكبار ولا يريدون له أن يصل إليها شفقة منهم عليه.

يظل فعل الخروج نسقا بنائيا في كثير من أشكال السرد.. لكن النوع الروائي الذي يؤدي فيه الخروج وظيفة شديدة الأهمية في السرد المعاصر هو ما يسمى برواية الصراع الحضاري وفيها يسافر البطل من الشرق إلى الغرب فيجد عالما آخر مختلفا في أنماط الحياة وطرائق السلوك وأنساق التفكير ومساحات الرؤية ويتعرض للصدمة الحضارية.

إن أهم روايات الخروج الحضاري وأكثرها جمالا ونضجا في السرد العربي المعاصر "عصفور من الشرق" لأديبنا المصري توفيق الحكيم و"موسم الهجرة إلى الشمال للروائي السوداني" الطيب صالح..

فإذا ما عدنا إلى التراث السردي سنجد أن رحلة ابن بطوطة هي النبع الذي تدفق منه تيار رواية الخروج أو رواية الصدمة الحضارية أو رواية الحوار الحضاري.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال