مذهب حرية الاختيار (المذهب التقليدي):
إن هذا المذهب هو الأقدم ولذلك سماه بعضهم بالمذهب التقليدي، ويرى أنصار هذا المذهب أن أساس المسؤولية يكمن في حرية الاختيار، فكل إنسان عاقل بالغ يستطيع التمييز بين الطيب والخبيث والخير والشر، أي بين المباح والمحظور، كما يستطيع التحكم بسلوكه، فلا يأتي من الأفعال إلا ما يريد.
إن هذا المذهب هو الأقدم ولذلك سماه بعضهم بالمذهب التقليدي، ويرى أنصار هذا المذهب أن أساس المسؤولية يكمن في حرية الاختيار، فكل إنسان عاقل بالغ يستطيع التمييز بين الطيب والخبيث والخير والشر، أي بين المباح والمحظور، كما يستطيع التحكم بسلوكه، فلا يأتي من الأفعال إلا ما يريد.
ومما يترتب عليه حسب هذا المذهب أنه إذا ارتكب إنسان جريمة فإنها تكون راجعة إلى محض اختياره حيث كان بإمكانه ألا يرتكبها ومن أجل ذلك يكون مسؤولا عنها أدبيا ما دام قد لجأ إلى سبيل الشر مختارا فارتكبها.
لذلك ذهب أصحاب هذا المذهب إلى القول أن المسؤولية الجزائية إنما تقوم على المسؤولية الأدبية أي (الخطيئة) وهذه لا تقوم إلا إذا توافر شرطان هما الاختيار أي الحرية، والإدراك أي التمييز.
ومن ثم فإن فقد الإنسان إدراكه لعاهة عقلية أو صغر سنه أو فقد الاختيار لإكراهه على عمل ما أو فقده الاثنين معا يزيل عنه المسؤولية الجزائية وإن ضعف إدراكه بغير أن يزول تماما أو تأثرت إرادته إلى ما دون الإكراه يجب أن يراعى ذلك عند تقدير مسؤوليته عن الفعل.
ونخلص مما تقدم أن أساس المسئولية وفقا لهذا المذهب هو حرية الاختيار فهي الأساس الوحيد الممكن تصوره للمسؤولية حيث ان المسؤولية في حقيقتها طبقا لهذا المذهب لوم من أجل سلوك مخالف للقانون ولا يستحق اللوم إلا من كان بإمكانه سلوك طريق آخر وبالتالي إذا كان السلوك محتوما على الفاعل فلا محل للمسؤولية.
كما أن حرية الاختيار تتفق مع الوظيفة الاجتماعية للعقوبة فإن كان هدفها إرضاء العدالة بتحقيق الردع فإن العدالة لا تتحقق إلا إذا نزلت العقوبة بمن يستحقها وقد انتقد هذا المذهب لكونه قد أقام المسؤولية الجزائية على حرية الاختيار، حيث إنه بنى المسؤولية على فرض وهمي لا على حقيقة ثابتة فليس هناك دليل قاطع على الحرية في الاختيار وما هي إلا تراث وهمي من آثار الماضي العتيق تلقاها الخلف عن الأسلاف.
وإذا كانت حرية الاختيار تصلح لأن تكون أساسا للمسؤولية الجزائية في الجريمة العمدية فإنها لا تصلح أساسا لتفسير الجريمة غير العمدية أو جريمة الخطأ والمخالفات بصورة عامة فضلا عن إن هذا المذهب يركز كل اهتمامه على الفعل دون الفاعل وعلى الجريمة دون المجرم وهذا انفصال للجوهر فالجريمة ما هي إلا مظهر خارجي لنفس شريرة ودليل على وجود شخصية خطرة.
التسميات
جريمة مرورية