المدرسة التنكزية في القدس.. سكنها السلطان فرج أثناء إقامته بالقدس ثم اتخذت مقراً للحكام والقضاء والنواب وفي العهد العثماني أصبحت مقراً للمحكمة الشرعية

المدرسة التنكزية:
تقع المدرسة عند باب السلسلة ويعتبر بناؤها الذي لا يزال قائماً حتى يومنا هذا نموذجياً فريداً من المدارس ذات التخطيط المتعامد في مدينة القدس حفلت واجهتها بالزخارف والمقرنصات، يبلغ طولها من الشمال إلى الجنوب 82 متراً ومن الشرق إلى الغرب 25 متراً.
أنشأها الأمير تنكز الناصري نائب الشام عام 729هـ/ 1328م وجعلها مدرسة وخانقاه للصوفيين ودار حديث ومكتب أيتام.
يصف الحنبلي في كتابه الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل، المدرسة بقوله: «هي مدرسة عظيمة ليس في المدارس أتقن من بنائها» ويذكر كرد علي أنها أصبحت مقراً للمحكمة الشرعية بالقدس الشريف.
أعدَّ فان بارشيم مخططاً للمدرسة تظهر فيه إيوانات المدرسة الأربعة وصحنها وغرفها، يوجد نصان كتابيان على جدران المدرسة يشيران إلى الواقف وسنة الوقف، وإلى إقامة المسجد تقرباً إلى الله تعالى ورغبة في رضاه كما تشير إلى الواقف الأمير تنكز، والأوقاف التي وقفتها على مدرسته في باب السلسة رباط النساء وفي أماكن أخرى بالقدس وخارجها، وإلى المدرسين ومرتباتهم، والمعيدين ومرتباتهم، وإلى الفقهاء ودرجاتهم ومرتباتهم (المنتهي. المتوسط والمبتدىء) وإلى شيخ المحدثين وقارىء الحديث، وجماعة المحدثين، والصوفية، وشيخة الرباط، والعجائز، وقارئيء القرآن، ومرتباتهم.
من مشايخ هذه المدرسة وعلمائها القاضي علاء الدين المقدسي (666-748هـ) والشيخ صلاح الدين أبو سعيد العلائي (694- 761هـ) الشيخ شهاب الدين محمود الأسد، الشيخ جمال الدين أبو محمود المقدسي والشيخ محمد بن حافظ السروري المقدسي 1089هـ /1678م.
سكن المدرسة السلطان فرج أثناء إقامته بالقدس ثم اتخذت مقراً للحكام والقضاء والنواب وفي العهد العثماني أصبحت مقراً للمحكمة الشرعية وظلَّت كذلك حتى الانتداب البريطاني حيث اتخذها رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الحاج أمين الحسيني داراً للسكن وأخيراً جعلت مقراً لمدرسة لتعليم الفقه الإسلامي.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال